الخوف من الله , ضرورة للحظوة بالأمن !

جفرا نيوز - شحاده أبو بقر
الشعور الإنساني بالأمن نقيضه الشعور بالخوف , ولهذا إقتضت مشيئة الله سبحانه , أن تجعل من كليهما نعمة , فالخائف لا بد وأن يفعل ما إستطاع ليضمن أمنه , ومن هنا فإن الخوف أو الشعور به , نعمة لضمان الأمن كنعمة ثانية ! , تماما كالشعور بالألم , وهو الآخر من نعم الله على عباده , إذ بدون هكذا شعور لا حاجة بالإنسان لزيارة طبيب بقصد الشفاء من داء قد يفتك به ! . وعليه , فالخوف شرط لا بد منه لإستتباب الأمن , وبدونه تعم الفوضى وتسود شريعة الغاب ويغيب الأمن تماما , وما أعنيه هنا هو الخوف من الله جل في علاه , فمن لا يعرف الله حق معرفته , ومن لا يخافه سبحانه ويخشى عذابه دنيا وآخرة , يصبح كل سلوك شائن مباحا في شريعته ! , ما دام يعتقد بأنه في منآى عن سخط الله ونقمته سبحانه وتعالى. لو عرف الناس جميعا أن رحمة الله وسعت كل شيء وأن توبته على عباده متاحة مهما كانت ذنوبهم , وفي المقابل لو أدركوا أن عذابه شديد ونقمته ماحقة , لتقربوا إليه جل جلاله ولخافوا عذابه , ولتحقق الأمن الشامل للفرد وللمجتمع على حد سواء , فلقد أنعم الله علينا بنعمة الخوف كي ننعم بالأمن الذي يسعى كل منا أفرادا ودولا وحكومات ومجتمعات لبلوغه بلهفة وطموح كبير ! . رأس الحكمة مخافة الله , ولا حكمة تضاهيها في هذا الوجود , ففيها النجاة من شرور الدنيا وعذاب الآخرة , وفيها نعمة الأمن التي لا تعدلها سوى نعمة القوت ضمانا للعيش وإستمرار الحياة , على أن نعمة الأمن سبيل لا بد منه لجمع الرزق وإدامة الحياة . الخوف من الله سبحانه , ضرورة للحظوة بنعمة الأمن , وبدون ذلك لا يمكن لسائر قوانين الأرض أن تكفل بلوغ الأمن الشامل للبشرية على هذا الكوكب . والله من وراء القصد .