طاهر العدوان ؟
عندما سمعت نبأ استقالة الناطق الرسمي باسم الحكومة ، فوجئت كثيرا ، ودار في ذهني ان معروف البخيت هو الذي قدم استقالته ، لانه على ارض الواقع كان يعمل ناطقا رسميا باسم وزرائه جميعا خلال الشهرين الماضيين . قرأت الصحف اليومية صباح اليوم ، وشاهدت ما يحلم به اي صحفي ، صورة على الصفحات الاولى والاخيرة ، ومقالات مديح تحت شعار ابدعت ، وعفارم ، وسيد الموقف ، ولاح في بالي سوال واحد : هل هذا ما يريده طاهر العدوان ؟
من المؤكد ان ظرف حكومة البخيت ليس اعتياديا ، وإلا لما ضمت شخصية بمواصفات العدوان وتاريخه المهني والسياسي ضمن تشكيلتها ، فهو منذ البداية لم يبدُ منسجما مع العمل الرسمي ، او قادرا على العمل تحت الضغوطات الكبيرة التي يتحملها المسؤول في القطاع العام ، وظهر ذلك من خلال انفعالاته تجاه اعضاء مجلس النواب اثناء جلسات الثقة بالحكومة ، وخلال مؤتمرات صحفية تخللتها تهديداته بالاستقالة ، وانتقادات لاذعة لبعض زملائه في الحكومة ، وامتعاض من مسيرات التأييد والولاء في عمان ، ومن سلوك احد النواب تجاه مسيرات الحسيني .
صورة طاهر العدوان صاحب المقال ، لم تكن مقنعة للمواطنين ، وبشهادة صحفيين كثر ، بل شعروا ان وزراء ومسؤولين اخرين تفوقوا عليه اعلاميا في مناسبات ومؤتمرات صحفية عدة ، وربما يعود ذلك إلى نزاع داخلي انتابه حيال قضايا الاصلاح والمطالب
الشعبية السياسية والنقابية الحياتية ، وربما لادراكه بانه الرجل غير المناسب لوظيفة الناطق الرسمي .
ووفق تسريبات وزارية ، كان طاهر العدوان اكثر الوزراء انزعاجا من تلميحات البخيت وكلماته اللاذعة حول تسريب المعلومات للصحافة ، وبخاصة ما كان يدور من نقاشات في مجلس الوزراء ، ويظهر في احدى زوايا صحيفته اليومية ، ومقالات احد تلاميذه الانجاب .
اما معروف البخيت فقد اعلن في اكثر من لقاء صحفي بان اعلام الحكومة لا ينقل للناس انجازاتها كما يجب ، وخرج بنفسه في مؤتمرات صحفية لتوضيح تلك الانجازات والمواقف القضايا البارزة ليغطي تباطؤ وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الذي لم يتقدم خطوة واحدة في إعادة اشتراكات الصحف اليومية رغم إلحاح المؤسسات الصحفية المتضررة ولم يترجم تعديل مدونة السلوك على ارض الواقع بحجة الانشغال بإستراتيجية الاعلام .
علاقة معروف البخيت بطاهر العدوان ، زمالة لم تحتمل الصداقة ، لاختلاف الارشيف المهني والفكري لكليهما ، ولعلم الأخير بانه خارج لا محالة في التعديل الوزاري المقبل ، وانه في كل الاحوال نال اللقب والدور الذي لعبه في العشرين سنة الاخيرة من عمره .. معالي الوزير .
اخيرا .. اتسال : ما الذي فعله طاهر ؟!!!