عندما تكون زوجة الرفاعي والطفيلي " معتدون " ، والامن العام والملقي " براءة " !!

جفرا نيوز - شـادي الزيـناتي
اطل علينا الفيديو المثير لعملية اعتقال الناشط الاعلامي اشرف الرفاعي في الشارع العام وسط محاولات لزوجته لتخليصه من ايدي رجال الامن ، وامام صراخ و بكاء ومراى بناته الصغار التي لم يتجاوز عمر الكبرى منهن الـ 13 عاما ، حيث اثار ذلك الفيديو جدلا واسعا واختلافا في الشارع الاردني ما بين مؤيد لعمل رجال الامن العام وتبرئتهم من الحادثة ، وما بين متعاطف مع العائلة الذين انتقدوا طريقة الاعتقال التي وصفوها بالمهينة و المرفوضة. الامن العام بدوره عبر بيان رسمي ان الزوجة هي من قامت بالتهجم على طاقم الدورية والصراخ في محاولة منها لمنعهم من متابعة واجبهم ، و ان افراد الدورية مارسوا اقصى درجات ضبط النفس ولم يقوموا بالرد عليها بل تم اصطحابهم للمركز الأمني، مؤكدا عدم قيام رجال الأمن بالتعدي أو ضرب أحد وان السيدة من قامت بالتهجم على أفراد الدورية اثناء قيامهم بواجبهم ، لافتا الى انه سيتم فتح تحقيق موسع بالحادثة للوقوف على تفاصيلها واحالتها للقضاء للفصل فيها. هذا المشهد يذكرنا بمشهد ليس بالبعيد و ربما فيه من التطابق مع الاختلاف بالتفاصيل ، فقبل مدة من الزمن تم اعتقال مواطن من محافظة الطفيلة بعد قيامه بتكسير عدادت مياه و كهرباء منزله ،واساءته لرئيس الورزاء هاني الملقي عبر فيديو تم بثه ايضا عبر مواقع التواصل الاجتماعي. القاسم المشترك في القضيتين ان المواطن من محافظة الطفيلة قام بما قام به من عمل اعتراضا على سياسة الحكومة التي تستمر بفرض الضرائب على المواطنين، و لجوئها الى جيب المواطن لسد العجز المالي في موازناتها ، حيث بات لا يستطيع اطعام ابنائه او الايفاء بالتزاماته، مع عدم تبريرنا بل ورفضنا للعمل الذي قام به و للاساءات التي تحدث بها عن الملقي. زوجة الرفاعي ايضا وحسب مصادر جفرا نيوز قامت بما قامت به من تهجم على رجال الامن العام ومحاولة تخليص زوجها بعد ان اثارها المشهد المؤلم لزوجها خلال اعتقاله حيث تم رميه على الارض وتقييده بصورة خشنة " وهذا مالم يظهر على الفيديو " ، فما كان منها سوى ان هبّت لنجدة زوجها وسط صراخ اطفالها وبكائهم وذلك بغريزة المرأة الزوجة والام، مع رفضنا لتعدي الزوجة على افراد الدورية بالحذاء والشتم ، ولا اريد ان اتحدث عن موقف الاطفال الذي يدمي القلب وهم يرون والدهم و والدتهم في صراع مع رجال الامن العام ! كما ان المواطن و زوجة الرفاعي لم يقوما بتلك الاعمال لحب الشهرة او الظهور او لعدائية ما ، لكن هناك ظروف حدثت معهما جعلتهما يخرجان عن طورهما و يتصرفان بخطأ كان يجب الا يتم ، اي انه كان هناك سبب خلف فعلتهما وليس من باب العدائية فقط. فكم من اردني يتبنى ويعيش ويحمل فكر ابن الطفيلة الناقم على الحكومة وسياساتها الجبائية التي افقرت المواطن وما زالت ، وكم من زوجة أو ام ستقوم بما قامت به زوجة الرفاعي اذا رأت زوجها او ابنها يتم اعتقاله بخشونة في الشارع العام وامام اطفاله ؟ ولنا ان نتذكر قليلا سياسة جهاز الامن العام ابّان ما سمي باحداث الربيع العربي في الاردن ، حيث لم يسجل اي انتهاكات او اعتداءات بنصف ما تم تسجيله مؤخرا ، و لولا حادثة " المناقل " في وسط البلد التي اعتدى بها رجال الامن العام على اعلاميين ، لربما لم يسجل اي اعتداء في تلك الفترة العصيبة التي مر بها الوطن. لا احد مطلقا يطالب بعدم تطبيق القانون ،بل جميعنا يطالب بتطبيقه ، وتنفيذ ما جاء بالورقة النقاشية السادسة لجلالة الملك والتي تحدث فيها عن سيادة القانون و دولة المؤسسات ، وكلنا يؤمن بتلك الورقة وتلك التوجهات الملكية ، ولا اظن ان عاقلا ما في الاردن يرفض تطبيق القانون على الجميع بسواسية ، لكن ما نطالب به هو مزيد من ضبط النفس و الحكمة و الاحترام بين الدولة والمواطن ، فهما شركاء في الهواء والماء والارض و بذات المركب، ويعد المواطن منجم الذهب للدولة والحكومة، و لاننسى ان الامة مصدر السلطات. اسائني جدا تعامل افراد الدورية مع الرفاعي و كان بالامكان افضل مما كان ، وتجبير الكسر قبل وقوعه لو كان هناك رجل رشيد احتوى الامر و قام بمعالجة الامر ، وهنا اريد ان القي جزءا كبيرا من المسؤولية على الاخوة افراد الامن العام الذين وجب عليهم وقتها تطبيق ميثاق الشرف الوظيفي الشرطي الذي يحتّم على رجال الامن التعامل مع الجمهور باحترام ولباقة وكياسة ، والسعي الى اكتساب ثقة الجمهور من خلال التجاوب و السلوك السليم بما يتوافق مع الانظمة والقوانين ومواثيق حقوق الانسان. كما وجب عليهم التعامل حسب دستور الشرف الشرطي ايضا ، والذي يؤكد ان على رجال الامن العام التعامل باحترام وان يكونوا قدوة للمواطنين وظيفيا وسلوكيا و حماية المواطن من القهر والخوف والحفاظ على حقوقه، و حيث اننا نرى ان الاخوة افراد الدورية لم يلتزموا بذلك الدستور او ذلك الميثاق ، وهم المدربين و المؤهلين للتعامل مع اصعب من تلك المواقف، فنشد على ايديهم بتطبيق القانون ، لكن نختلف معهم بالية تطبيقه ، خاصة وان لديهم طرق عديدة ومجالات عديدة لتنفيذ واجبهم غير تلك التي رأيناها في الفيديو الجديد او قبله في اربد. ثم ان تقديم شكوى من قبل افراد الدورية بحق الزوجة وابنتها بذريعة مقاومة رجال الامن ، لمرفوض عرفا ، "رغم انه حق مكفول للطرفين "، تجاه امرأة اردنية مسالمة ،" ان تم ذلك " ، وجميعنا يعلم ان الشكوى تمت على نظام " شكوى بشكوى " ، وهذا ما نرفضه بالوضع الطبيعي بين المشتكين فكيف من رجال الامن العام ضد سيدة !! بدون مسببات او اعذار ، فالخطأ قد حصل من الطرفين ، وكلنا يخضع للقانون وللقضاء ، لكننا نشدد على رسالة مدير الامن العام التي قالها صراحة و أكد فيها ان جهاز الامن العام بحاجة لجهود المجتمع و شراكته، وان التشاركية التي تقوم بها المديرية مع المجتمع ضرورية جدا في المحافظة على السلم والامن المجتمعي ، وهذه الرؤية لن تتحقق دون كسر الحاجز المبني على الخوف والقهر بين الجهاز والمواطن. كلنا يقف خلف اجهزتنا الامنية كافة وخلف جيشنا الباسل ، وكلنا فداء للوطن ، لكن يجب ان تتوقف مثل تلك الممارسات التي تعزز الفرقة بين الجهاز والمواطن الاردني و المجتمع ، حيث ان الوطن يمر بمنعطفات سياسية واقتصادية وامنية كبيرة ، تحيجنا للتكاتف جميعا وللتوحد في خندق الوطن ، لا فتح الباب امام من ينتظر الهفوات ليطعن الوطن في خاصرته. حمى الله الوطن وقائده وشعبه وجنده.