خطاب الملك فوق كل خطاب ! .
جفرا نيوز - بقلم : شحاده أبو بقر
عشرة أيام تفصلنا عن خطاب العرش السامي بإفتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة , وخطاب العرش يمثل تاريخيا في عرف شعبنا , خارطة طريق تزيل كل غموض في المشهد العام للدولة , وتحدد رؤيتها السياسية والإقتصادية والإجتماعية للمستقبل , فالخطيب هو جلالة الملك رأس الدولة وقائد الوطن , وبالتالي , فالخطاب ينير كل ما هو غامض في نظر العامة , وبالذات , في هذا الزمان الإقليمي والدولي الملتبس المشحون بالإشاعات والتكهنات والتحليلات التي قد لا تستند إلى قواعد معلوماتية دقيقة أو حتى صحيحة ! .
عندما يكون المتحدث هو جلالة الملك , فالكل يصغي بالضرورة , كي يستبين رؤية جلالته , وعلى الصعد الوطنية تحديدا , ثم على صعيد مواقف المملكة مما يدور في المنطقة العربية والإقليم , ومن هنا فإن الشعب بإنتظار أن يسمع ما يزيل الغمام عن المشهد الوطني المحلي , خاصة وأن طوفان الإشاعات والإجتهادات التي تتيحها وسائل التواصل , بات يعصف بمجتمعنا الأردني يمنة ويسرة وعلى نحو مؤذ أحيانا كثيرة , عندما يتنطع كل من يرغب للإدلاء بدلوه وتقرير حقائق قد لا تكون حقائق في مطلق الأحوال ! .
نعم , جلالة الملك ليس محللا سياسيا يجتهد في تحليل الواقع فيصيب ويخطيء , ولا هو بمراقب من بعيد يقول وفق معادلة الربط بين معلومة وأختها ليخرج بإقرار معلومة جديدة , لا , جلالة الملك هو الوحيد المطل على التطورات المحلية والإقليمية والدولية مستندا إلى حقائق ومعلومات ماثلة على أرض الواقع ولا تحتمل التأويل , وعليه , فإن كل كلمة في خطاب جلالته , لها معناها ومدلولها الحقيقيان , وعلى أساسها , فإن الرأي العام يتشكل بثقة وفق مدلولات هذا الخطاب .
لا مجال لإنكار أن الساحة الأردنية ملآى اليوم بالمعلومات غير المستندة إلى معلومات أصلا , والكثير من الناس أسرى في قناعاتهم لتلك المعلومات التي تحمل بذرة إشاعات وإجتهادات ليس أقلها عاصمة جديدة أو عمان جديدة , إلى غير ذلك من إجتهادات تتحدث عن توطين ووطن بديل بهوية جديدة يروج لها من يسمون أنفسهم معارضة الخارج ويجدون من يرعاهم نكاية بنا , لا بل يمتد الحديث القائم على إنحسار منسوب الثقة بين الحكومات والناس في زمن صعب دقيق وحساس , إلى كلام " تخبيص " حيال مواقفنا من أزمات المنطقة وما تشهد من ترتيبات وتطورات ! .
بإنتظار خطاب العرش السامي , فإن المصلحة الوطنية العليا , باتت تقتضي فعلا , جلاء كل موقف وكل غموض درءا للشبهات الظالمة , وتحديدا لكل مسار من مسارات الدولة في مستقبل أيامها , فلم تعد الدولة تحتمل المزيد من غث الإشاعات وإجتهادات المتنطعين ومن يعتقدون بصوابية تحليلاتهم وتوقعاتهم التي تأخذنا رغم ما نريد لبلدنا من خير , إلى منعطفات وزوايا مظلمة تعمق الشرخ بين الناس ودولتهم ! .
خطاب جلالة الملك فوق كل خطاب , وما يقوله الملك لشعبه يؤخذ وبالمطلق على محمل الثقة والقناعة والجد , وما عدا ذلك من تصريحات وإجتهادات وأيا كان مصدرها , صارت تؤخذ ولسوء الحظ , بتندر وإنحسار ثقة وتفتح شهية كل من أراد للتعليق والتعقيب خلافا لما يوحدنا ويجمع شملنا ويبني صفنا الأصلب حول الوطن , في زمن عنوانه الرعب والمخاطر والتحديات عطفا على حروب المنطقة وأزماتها ومفاجآتها المتكررة . اللهم جنب الأردن كل الشرور أيا كان مصدرها , وأنت سبحانك من وراء القصد .