الطراونة رجل دولة من طراز عالي و قراءة للمشهد السياسى
جفرا نيوز - بقلم وصفي خليف الدعجة
ما أن قامت إحدى الصحف الإلكترونية بتمرير خبر مفبرك على عامودها الاخباري الاول ، حول قيام رئيس الديوان الملكي الهاشمي بزيارة الى سوريا بتكليف من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حتى قامت الدنيا ولم تقعد في نفي هذا الخبر جملة وتفصيلا.
فقد تعرض الدكتور الطراونة من خلال هذا التسريب الصحفي الى ضربة حرة و مباشرة فاقدة للشرعية والقانونية وميثاق شرف اللعبة السياسية ، ولهذا قامت الصحيفة على الفور بإصدار بيان عاجل تنفي به هذه الأخبار وتتدعي انها تعرضت لمقرنص ولا اعلم ما فائدة هذا البيان بعد أن انتشر الخبر وتم نفيه من مؤسسة الديوان الملكي الهاشمي ؟
علما بأن السر وراء كل هذا الأمر وحسب ما اعتقد هو عدم موافقة مؤسسة الديوان الملكي على زيارة الوفد البرلماني الاردني الى سوريا وهو ذاته رأي وموقف الحكومة الاردنية صاحبة الولاية العامة كما اعتقد ، في ظل إصرار النائب طارق خوري عليها تنفيذا لوصايا واجندات مشبوهة وتمس سمعة المؤسسة البرلمانية الاردنية العريقة والتي يريد النائب المذكور منها ان تمد يدها وتسلم على الرئيس الذي قتل وشرد ملايين السوريين خصوصا في ظل الرفض الشعبي الكبير لهذه الزيارة ومن يقوم بها وهي اصلا غير مضطرة لذلك الا اذا كان وراء الأكمه ما ورائها .
ولمن لا يعرف الدكتور فايز الطراونة فأنه رجل دولة رفيع المستوى وسياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي من طراز فريد وخاص ولديه خبرة كبيرة وحكمة بالحياة إضافة إلى امتلاكه قدرات ومواهب كبيرة تمكنه من صناعة الألعاب السياسية فهو لا يعد فقط خبير فيها بل هو ابو الخبراء السياسيين وهو يختلف تماما عن أولئك الذين يريدون تسجيل مواقف تخدمهم وتخدم مصالحهم الشخصية وهو بالفعل وعن جدارة يستطيع تغيير وقلب النتيجة النهائيه لأي لعبة بالوقت الذي يريده و كيف لا وهو من تربى في أكتاف السياسي الاول و العالمي الحسين الراحل طيب الله ثراه
أن المصلحة الوطنية العليا تقتضي على جميع اللاعبين في الملعب السياسي الأردني أن يلعبوا بشرف ومهنية عالية بعيدا عن الصيد بالماء العكر والمصالح الشخصية ويجب أن ينطلقوا من نقطة واحدة وهي إعادة الثقة للمواطن الاردني الذي تعرض لهزات نفسية واجتماعية واقتصادية واعلامية هائلة ادت الى شعوره بالاحباط واليأس الشئ الذي ينذر بالخطر مما يدفعني وبدون تردد الى قرع الجرس وحتى خلع الباب والدخول للتحذير من القادم والذي أراه واقع لا محالة إن لم تتخذ اجراءات سريعة وكفيلة بتغيير مزاجه الحاد من كافة الملفات الوطنية وخصوصا ملف الفساد وملاحقة الفاسدين وضربهم بجحورهم بدون أدنى رحمه أو شفاعه من أحد .
مع العلم أن هناك حلول كثيرة وسريعة لكل مشاكل الاردن أن كانت النوايا صافية وطيبة ووطنية ولا يكتنفها الغموض وتسودها الغيوم السوداء وامزجة بعض المتنفذين الذين لا يريدون رؤية الوان اخرى بالمشهد السياسي الأردني واعتقد أن جلالة الملك عبدالله الثاني يراقب كل شيء عن كثب وقد يكون لديه ابعاد اخرى ينتظر وضوحها من أجل التغيير المنشود والذي يتمناه المواطنين والملك عبدالله الثاني كما هو معروف رجل قوي وصاحب قرار من الدرجة الاولى ومن صفاته التي قد لا يعرفها الكثيرون انه صاحب نزق ثوري ولا يقبل المهادنة مع الاخطاء التي تتعلق بالمسائل الوطنية العليا وهكذا هم الهاشميين عبر تاريخهم النضالي الطويل ومن شابه جده ووالده ما ظلم ولا نريد في هذه العجالة أن نتكلم عن جده الشريف الذي أطلق الرصاصة الأولى من بطاح مكة المكرمة في ثورة العرب الاولى ضد الظلم والطغيان وانتهاك حقوق الإنسان العربي وقمعه بشتى الوسائل القاسية .
واخيرا لا بدّ من توجيه نصيحه أو تمريره عرضيه في الملعب السياسي الأردني الى سعادة النائب طارق خوري بالابتعاد عن تنظيم زيارة إلى الرئيس بشار الأسد لما فيها من خطورة كبيره على مستقبلك السياسي وقد تصل الى حياتك لا قدر الله واقول هذا الشئ من خبرة كبيرة وحكمة بالحياة ورحم الله من اتعض بغيره ولم يتعض بنفسه وانا لا اتمنى لك من كل قلبي ان تكون ضحية العصر يا رعاك الله.