صاحب الجلالة , على من نعتب , وعتبنا كبير ! !

جفرا نيوز - شحاده أبو بقر
حقا , على من نعتب ! والعتب على قدر الأمل , هل على حكومات لا حول لها ولا قوة إلا على جيوبنا وقد خوت حتى بتنا نخجل من نظرات أطفالنا ونحن ندرك لهفتها , أم على برلمانات " يمثلنا " فيها مرتاحون لا يضيرهم فقرنا إلا من رحم ربنا جل في علاه , أم على متنفذين وموسرين أثروا من خير الاردن ينامون قريري الأعين فرحين بملايينهم ولا شأن لهم بشقائنا ! , ونحن نعذرهم جميعا , فهذا هو كل ما عندهم , وليس بالإمكان عندهم أفضل مما كان , ولا حول لا قوة إلا بالله . نعم , على من نعتب ! , على منظرين صيادي فرص ومناصب ومكاسب وأعطيات , الدنيا لا يستقيم حالها إلا إذا تسنموا هم سنامها , وقد تسنموا وجنوا وما جنى الوطن منهم نزرا يذكر , أم على دائنين جشعين يتلذذون بمص دمائنا , وشركات ومؤسسات أوصدت أبوابها في وجوهنا وغدت حكرا على أقارب وعقارب ومحاسيب ! , أم على مانحين يريدوننا وبلدنا الحر تابعا ينفذ ما يخدم سياساتهم حتى لو كان فيها شقاؤنا وخراب ديارنا لا قدر الله , وإلا فلا دعم هو أصلا حق لنا ولا منة لأحد علينا فيه ! . لا والله الذي لا إله سواه , وكلامي هو بإسم السواد الذي ما هان يوما ولا خان , ولا يوما تلفع بغيم النفاق بحثا عن غنيمة , يصطادها بشطارة أو نميمه , نعم , لا والحق الذي حياتي وحياة خلقه رهن يديه , لا نعتب لا على هذا ولا على ذاك أيا كانوا وكان شأنهم وثرواتهم , عتبنا عليك وحدك صاحب الجلالة , فأنت الكبير في عيوننا بعد الله الذي نصلي ونسجد في رحابه مرات عشرات كل يوم , وعتبنا كبير , فهل يعتب الأبرياء على أحد غير الكبار ! . إن لم نعتب عليكم صاحب الجلالة فعلى من نعتب إذا , على نفر نراهم عبر الشاشات ونقرأ أخبارهم وتصريحاتهم وهم في " إجتماع " دائم مفتوح يقولون أنهم يبحثون هموم الكافة , والكافة في عيونهم مجرد رعاع لا يجيدون فن العلاقات " تكبر " , ولا يدركون معنى مدنية الدولة " نفاق " , ولا يعرفون إلا الشكوى " إزدراء " , فلا يكلفون نفوسهم حتى مجرد النظر في وجوهنا وقد بدأ ذل الفقر يحفر خطوطه المحزنة فيها ! . نعم , صاحب الجلالة , أنت ولي أمرنا , أنت الوحيد الذي لا معين لنا بعد الله سواك , فلمن تكلنا ونحن ربعك " وعصاك التي لا تعصاك " إن جد الجد ودعا داعي النفير , فعلى هذا تربينا ونشأنا ورضعنا حليب الصدق لا الكذب , من معين صدور أمهاتنا , فلمن تكلنا والله هو الأعلم , والكل يعلم , كم بلغ الفقر والذل منا مبلغه , حتى صار كرام القوم فينا أذلة , وجلنا يصبر ويكتم حياء من الله أولا , ثم منك ثانيا , ومن جاره وأهل حيه ثالثا , وحياء على الوطن , وهو الروح رابعا وأخيرا ! . صاحب الجلالة وأنت سبط محمد صلوات الله وسلامه عليه , وهو القائل " أيما أهل عرصة بات أهلها وفيهم جائع , برئت منهم ذمة الله ورسوله " , هناك فقراء كثر هد الفقر حيلهم بين صفوف شعبك , الكريم منذ خلق , الوفي منذ خلق , وهناك فقر ظالم هد حيل من كان به حيل , فهل يرضى سليل دوحة آل هاشم الحر , أن ينام " علية " القوم هانئين قريري الأعين , وفي شعبه طفل جائع أو فقير محروم ! . أجزم صاحب الجلالة صادقا بإذن الله , أنك تتمنى لو تطلع شمس الغد وقد زالت عن وطنك الغمة , وصار شعبك الصابر أغنى شعوب الأرض كافة , وأدرك أن العون من عند غير الله قد نضب , وأذهب أكثر من ذاك وأدرك , أن مؤامرة إقليمية لئيمة تحاك ضدك ونحن معك , كي نركع , ولغير الله سبحانه , لن نركع , حتى لو صرنا شهداء الفقر والجوع وضنك العيش ! , أو كي نخرج عن طورنا ونختار لبلدنا الآمن " الفوضى " لا سمح الله , إشباعا لغرورهم وحسدهم وتوطئة لما يضمرون ويخططون , ولم ولن نفعل بعون الله , مهما توهموا وإنتظروا وسيطول إنتظارهم وسيسقطون في شر أعمالهم , وسنظل الصامدين المتشبثين بوطننا وبقيادتنا ما حيينا رغم طموحم الشرير , ورغم أنوفهم جميعا وأيا كانوا ! . وأدرك في المقابل صاحب الجلالة , أن في الأردن الطيب خيرا كثيرا يغنينا عن طلب العون من غير واحد أحد , وخير الاردن صاحب الجلالة , جله في رجاله المنزوين في بيوتهم حيارى غيارى على الوطن , وهم رجالك الذين تشد بهم الظهور , حتى لو سارت بهم الأقدار والخطوب صوب القبور , رجال مخلصين حقا , وبالفطرة والطبع لا التطبع , منهم عسكر , ومنهم غير عسكر , جبلوا على حب الشهادة فداء للعرش قبل الوطن , فالعرش عندهم , " سنام " الوطن , وهم عزوة الحاضر الصعب , والمستقبل الأحب بعون الله ! , وهم الأقدر على تلمس أحوال البلاد والعباد , وعلى إستقطاب ثقة الناس وهمم الناس مع الوطن وحول العرش , دونما تنظير أو تعال أو إدعاء , أو تحيز لفئة أو قريب أو نسيب أو حسيب تحت أي ظرف كان , وهم الأقدر على إجتثاث الفقر من بلادنا بمجهود وطني إستثنائي شامل يجسد دولة ومجتمع التكافل والتضامن , بمشاركة ومال وجهد كل أردني مقتدر , عوضا عن أن نظل حبيسي إشاعات الفساد التي شوهت صورة أردننا النقية وما شابه من غث الكلام ! . صاحب الجلالة , أن تسمع منا نحن فقراء الوطن , خير ألف مرة من أن تسمع عنا ممن تسيدوا المشهد , وجلهم أثرياء سعداء بمناصبهم فرحون بما جنت أيديهم , فلا يكابد الشوق , إلا من يعانيه , والنار لا تصلى سوى من يكتوي بلهيبها , وكذا هو الفقر , لا يتجرع مره إلا من صار فقيرا رغم أنفه , ولا شك في أنك شهدت آلامه وقسوة مره , بين من كانت لجلالتك فرصة زياراتهم ! . أعتذر منك صاحب الجلالة سلفا , إن كنت أقول ما يستوجب المعذرة , لكنني أتكيء على حائطين , الأول سعة صدرك , وسمو خلقك الهاشمي النبيل , والثاني قول مشهور حكيم مضمونه , لا خير فينا إن لم نقلها , ولا خير فيكم إن لم تسمعوها , ويقينا , فالخير كله فيكم , ونحن بإذن الله معكم , وهذا هو ما يمنحنا الجراءة في قولها . عتبنا كبير صاحب الجلاله , وعتبنا عتب أبرياء محبين صادقين لا معاندين , ولا معارضين عدميين , عتب أمناء ناصحين , لا عتب ناشدين نجومية زائفة على أكتاف الوطن , عتب جيدين لا سيئين أو باحثين عن منصب أو مغنم , والله على ذلك شهيد, ومرة ثانية , فإن لم نعتب عليكم جلالة قائد الوطن وولي أمره وكبيره , فعلى من نعتب ! , وإن لم نبثكم بعد الله شكوى شعب يئن في دهاليز مدنه وفي قراه ومخيماته وبواديه , فلمن نشكوا إذا ! , وقد صار منا ورغما عن كراماتنا وتحت وطأة الحاجة وقهر الفقر والفاقة , محتال , ومرتش , وفاسد , وقاتل , ومتعاط , ومنتحر, ويائس , ومحبط , ومتطاول , وخارج عن الصف , وعلى القانون والنظام ,ومعتدعلى الطبيب والمعلم ورجل الأمن , لا بل ومتحرش بنسيجنا الإجتماعي الجليل , ووحدتنا الوطنية الراسخة , ومتجاوز لمنظومة القيم والأخلاق التي بها نعتز , ولن أزيد ! , كي يعيش عيش الكفاف أو عن هذه الدنيا الغرور يرحل ! . اللهم إرفع عن الاردن غائلة الفقر والفاقة والعوز , اللهم وجنبه الشر والأشرار, وإحمه اللهم من كل متربص غدار , اللهم أبق رايته الهاشمية عليا وخفاقه , وأحفظ اللهم الأردن بحفظك العظيم كريما مهيب الجانب والجناح يا رب العالمين , اللهم وأغننا عن سؤال سواك , وأجعل اللهم يد الاردن هي العليا , ويد كل لئيم شامت به السفلى ,إنك أنت السميع القريب المجيب الأعلى . اللهم إنك وحدك من وراء القصد , والحمد لله رب العالمين .