مأزق كبير تعيشه الدولة


جفرا نيوز - كتب : ماهر أبو طير - تمر الدولة في مأزق كبير والذين يعرفون الإتصالات الجارية يدركون حجم هذا المأزق خصوصاً حين تصل الأمور الى تهديد رئيس الحكومة بالاستقالة وعدم الذهاب الى الدورة الاستثنائية اذا تم ادراج ملف الكازينو ضمن الدورة.

لماذا يهدد الرئيس بالاستقالة اذا تم ادراج الكازينو وتقريره ضمن الاستثنائية ؟؟ الجواب معروف لان التقرير يدين الرئيس وأكثر من عشرة من الوزراء بما يعني ان الحكومة سوف تسقط تحت القبة إذا بوشر في مناقشة الملف.

الطوابق العليا في القرار كانت تفكر خلال اليومين الفائتين بالسيناريوهات التالية ، فالنواب يريدون ملف الكازينو ضمن الدورة والدستور لا يجبر رئيس الحكومة على ادراج الملف ضمن الدورة بطلب نيابي والسؤال الذي كان يتردد مالذي سيحدث لو تم ادراج ملف الكازينو ضمن الدورة الاستثنائية؟!.

الرأي الغالب كان يقول أن أحد السلطتين سوف تسقط تحت القبة ، فالحكومة سوف تنهار وتحاكم سياسياً ويسقط الرئيس إذا تم فتح الملف ، وهذا أمر كلفته مرتفعه جداً فيما لو قام النواب بالطبطبة على الملف فإن الذي يسقط في هذه اللحظة هو مجلس النواب.

رئيس الوزراء ذاته يرفض ادراج الكازينو لانه يعرف إن حكومته سوف تسقط برلمانيا وقد هدد أمام شخصيات عدة بالاستقالة اذا تم ارسال الملف وإجباره على التنسيب بإدراج ملف الكازينو ، هذا على الرغم من أنه هو الذي احال الملف الى هيئة مكافحة الفساد وذهب متطوعاً وقدم شهادته الى الهيئة الا انه لم يتوقع ان يتفاعل الموضوع الى هذه الدرجة.

احدهم يقترح على جهات عليا عدم ادراج الملف ضمن الدورة الاستثنائية والذين يفهمون احتجوا على هذا الرأي بشدة لانه سيثير الخيال الشعبي من جديد وسيؤدي الى اتهام جهات عليا بعدم رغبتها بادراج ملف الكازينو والتغطية على القصة وكأننا نعيد استنساخ ذات الخيال في قصة شاهين وهذا أمر مُكلف جداً على القصر الملكي ،ويؤثر على رصيد الملك.

مأزق إذا في كل الحالات حتى الرأي الوسطي الذي يقول لنقنع الرئيس بإحالة الملف ضمن الاستثنائية ولنحول الملف الى اللجنة القانونية ولنضغط لشراء الوقت حتى تنتهي الاستثنائية دون فتح ملف الكازينو رأي غير حكيم لانه سيولد ذات كلفة عدم تحويل الملف،وادراجه وهو امر خطير ايضاً.

بهذه المعاني تصل الحكومة الى حائط مسدود ، والسؤال في عمان هل هناك جاهزية لحكومة جديدة ؟؟ ومن هو بديل الرئيس الحالي؟خصوصاً أن كل التصورات تقول ان الحكومة بمثابة التي سقطت فعلياً سواء عبر تهديد الرئيس بالاستقالة اذا اجبر على ادراج الكازينو أو عبر احالته والسقوط فعلياً تحت القبة،او عبر السقوط بعدم احالته وتحميل الكلفة للقصر الملكي!!.

الرئيس مازال عضواً في مجلس الاعيان ، والمفارقة انه يهدد بعدم الذهاب للاستثنائية والاستقالة ولايهدد بالاستقالة من الاعيان ايضا.

هذا هو المأزق الذي تواجهه عمان وكل اجتماعات واتصالات الجمعة والسبت تحاول الوصول الى حل لهذه العقدة الكبيرة وليس من تدليل يقوم به الرئيس من تعيينات للنواب حاليا،الا محاولة منه لتخفيف ضغط النواب عليه اذا اضطر للمواجهة نهاية.

يحاول الرئيس الهروب من هذا المأزق تارة بالتهديد يالاستقالة وتارة بالتلميح لحاجته لتعديل وزاري،وتارة بتدليل النواب،وتارة بالبحث عن مخرج وسطي،ويبقى السؤال من ستختار الدولة...كلفة سقوط الحكومة بأي طريقة،ام كلفة فتح الخيال الشعبي للاستثارة وارتداد التفسيرات على مرجعيات اعلى،في وقت كنا لتونا نخرج من قصص شبيهة،الصقت الظلم بمن لايستحق.

لننتظر ونراقب الساعات القليلة المقبلة ومافيها من مفاجآت ستشرح السيناريو المقبل الذي تم اعتماده.