حكومة الملقي تعبر بارادة ملكية

جفرا نيوز - الدكتور عبدالمهدي القطامين
بدا واضحا من حديث جلالة الملك الى وكالة الانباء الاردنية " بترا" ان عهد المنح الخارجية والدعم الخارجي قد انتهى وان الاعتماد على الذات هو عنوان المرحلة القادمة وان الاصلاح الاقتصادي لا رجعة عنه وانه توجه دولة وليس توجه حكومة وهكذا يمكننا القول ان هذه التوجيهات الملكية دفعت بالحكومة قدما لتشتبك مع النواب في قادم الايام الذين بلا شك فهموا والتقطوا التوجيه الملكي وهذا يعني انها ايضا ستكون عابرة للدورة البرلمانية العادية القادمة وستصل الى ما هو ابعد من ذلك وفقا لترجمة رؤية الملك لمراحل الاصلاح التي تنفذها واهمها الاصلاح الاقتصادي الذي هو عنوان المرحلة القادمة فلا يمكن للدولة ان تظل معتمدة على مساعدات تأتي بوجع الرأس وبالمنة احيانا وبمزيد من الشك في اوجه انفاقها من قبل الجهات المانحة . مختلفا ابدو مع الكثير من الطروحات الشعبية والنيابية التي تطالب برحيل الحكومة وكأن تغيير الحكومة والقدوم بوجه جديد او قديم هو الحل السحري للمشكلة وان امور البلاد ستكون " عال العال " في حال ترجلت هذه الحكومة واتت اخرى محملة بالامنيات والاحلام اللذيذة واختلافي مكمنه في ان الواقع الاقتصادي محرج الى حد بعيد وانه نتاج مرض بنيوي مزمن في هيكلية الاقتصاد المبني على استقبال مساعدات ومنح في العقود الاخيرة في اغلبها كانت تجيء مبتورة مجتزأة لا تقيم الاود لكنها تبقي على الحال كما هو دون اي تقدم كما ان اختلافي ايضا يكمن في ان دولة الرئيس الملقي شخصية ديناميكية واعية تماما لما يعانيه الوطن ولديه القدرة على تشخيص الحال ووضع الحلول مع اصرار شديد على رفض تأجيل اي حل لان حل اليوم يحتاج الى كلفة مضاعفة اذا تم في الغد . الحال صعب ومعقد كلنا ندرك ذلك لكن الوقوف عند تشخيص المشكل دون اجتراح الحلول هو كمن يراقب اسدا قادما لافتراسه ويديه خاليتان من اي سلاح والنتيجة الحتمية ان الاسد سيلتهم فريسته التي ادمنت الانتظار فهل ننتظر اسد الانهيار الاقتصادي لا سمح الله يقترب منا دون ان نبدي اي مقاومة ودون ان نتهيأ له بكل اشكال المقاومة واولها اصلاح النظام الضريبي وفكفكة عصابات التهرب الضريبي والعمل على خلق فرص العمل والتشغيل التي تمتص فائض السوق من الايدي العاملة المدربة والمتعطلة عن العمل والتوسع في الانفاق الرأسمالي الذي يحرك الاقتصاد ودورته الايجابية . اجزم ان كلام الملك وحديثه قطع قول كل خطيب ونحن امام حالة استثنائية علينا ان نعيشها شئنا ام ابينا ولا يوجد في قاموس الدول والشعوب ما هو مستحيل والكثير من الدول التي تشبهنا في الاقتصاد وموارده تطورت ونمت حين التحمت ارادة الشعوب مع ارادة القيادة اما الطعن والتشكيك فهو لا يبني دولا ولا يطور امة .