المهندس سليم البطاينه٠٠٠( سيدة الصباح عصفورة الشرق)

جفرا نيوز - النائب السابق سليم البطاينة

&٠تجاوزت الثمانون عاماً من عمرها ٠انشودة جميلة في زمن الفن الهابط والرديء الذي شوش كل جمال للأغنية العربية!!!!!!! وهي الاغنية التي تنسى ان تكبر وهي التي تجعل الصحراء اصغر والقمر اكبر !!!! تحتجب كالشمس لكننا نحتاج الى صوتها الدافئ يومياً لانها تعبر عن حالات الانسان المتصارعة والممتلئة املاً في الغد القادم !!!! انه سحر الغناء الذي لم تقدر عليه ساحرة اخرى مثل فيروز !!!! تلك السيدة الراقية في إنسانيتها وفنها الذي يحاكي تاريخها !!!! وفِي صمتها الان تتركنا للبرد بأغانيها القديمة تدفئنا

&٠طارت أغانيها عبر الحدود وأصبح صوتها يطير بنا ويحلق في رومنسيات تجاوزت ماديات الازمنه الثقيلة !!!!! وهي صوت الراحة الوحيد وسط الانحلال العربي !!!! انها رسالة حب من كوكب اخر وهي التي بكت لمودننا الضائعة وارواحنا المنكسرة وهي اشبه بشريان للحياة لم تعكره الصراعات العربية ولا الهزائم المتوالية وبقيت تغني وسط عالم تسوده الفوضى٠
&٠ ثمانون عاماً من عمرها مرت ولا زالت تتربع على العرش ٠نأنس بوجودها ونطرب لسماع أغانيها لنطير نحن وإياها الى عالم اخر بعيداً عن قسوة الواقع ليذكرنا ما نود نسيانه !!!!! وصوتها نسيج من وحدة الشرق والغرب واعطت لفلسطين أكثر ما أعطى ثوارها وغنت للقدس وَيَافا وبيسان !!!! وغنت للام والطفل والحرب والسلام وللطير والزهر !!! والبحر والقمر ٠ انها اكثر من مطربة وأقل قليلاً من أسطورة !!!! لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي هذه الاغنية لم يسمعها أحداً الا وبكى وتذكر اثار العدوان الغاشم على مقدساتنا !!!! تذكرنا بالنكبة والحب والحزن والفرح !!!! وغنت لمكة واهلها ولجبران خليل جبران وبشاره الخوري واحمد شوقي !!! ورفضت ان تغني لأي زعيم مهما كانت مكانته ٠
 &٠ جعلتنا نحب الشتاء دوماً وكما وصفها حليم الرومي ( ان اللسان البشري حتى الصدئ  منه يمسي فيروز اللون ) !!!! والكاتب المسرحي الفرنسي ( بولدير) قال ان الحالمين يحبون الشتاء القاسي ويتمنون رؤية الثلج لانه بذلك تصبح أعشاشهم اكثر دفئاً ونعومة !!!! وصفت بألقاب عديدة ( جارة القمر وأسطورة العرب !!! وسيدة الصباح وصوت الاوطان ) !!!!! انها فيروز أصالة لا تنمحي عبر الزمن