عن أمير الكويت من دون مناسبه !!

جفرا نيوز - بقلم شحاده أبو بقر
لا أعتقد أن هذا الشيخ الجليل يحيا في قرارة نفسه , حياة المنعمين المرفهين , فلقد شهد أصعب الظروف الوطنية والإقليمية وحتى الدولية منذ إحتلال الكويت قبل سبعة وعشرين عاما , وإلى يومنا هذا , وكان لزاما عليه بحكم مواقع المسؤولية أميرا وما قبل ذلك , أن يتعامل معها جميعها بالصبر والحكمة والتأني وتحمل الأذى أيا كان مصدره , وهكذا كان ! .
فعلا صدق من قال إن حياة ' القصور' تخفي خلف أسوارها في الأعم الأغلب , أقسى أنواع المعاناة ومكابدة المر , وبالذات عندما يكون مكانها هو الشرق الاوسط أو دول العالم الثالث على وجه الخصوص , حيث الحياة بمجملها , مشكلة , إن لم تكن معضله ,وحيث الأحداث يفصل بين كل حدثين قاسيين منها , حدث أشد وأبشع قساوة على النفس !!.
لا أعرف لماذا أرى في سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح , أنموذجا للرجل الورع وزعيم القوم الذي عليه أن يستوعب كل الناس, العاقل والجاهل معا , وكل الاحداث , حلوها ومرها معا , وأن يعمل بصمت تارة وجهارا تارة , وبما يرضي ربه ثم الجميع , ولا أعرف كيف بمقدوره مقاربة تكييف تلك المتناقضات ولو على حساب هدوء نفسه وراحة باله ! .
جرح إحتلال الكويت وحده يصعب على النفس تجاوزه , لكن الشيخ الجليل تخطاه بحكمة لا تجارى , والحروب التي تلت ' هدت حيل ' الكثيرين , لكن الشيخ الجليل وفي كل مواقع المسؤولية , صمد وتماسك وتجاوز المحن كلها , بثبات لا يدانى , وكل الرفاق الذين عاشوها معه , مضوا وتركوا إفرازاتها ماثلة إلى حيث يعلم الله وحده ! .
أكاد أتخيل كيف يفكر هذا الامير العربي الشامخ والجليل , عندما يضع رأسه على مخدته طلبا للنوم , وأجزم أن كل مصائب الامة ومنذ توليه الإمارة عام 2006 وما قبل , حاضرة في نومه وصحوه , وبخاصة في هذا الزمان , حيث أزمة الخليج تقض مواجعه وتسلب النوم من عينيه , فهو يدرك تماما , أن عليه قبل سواه , أن يفعل شيئا لتدارك ما قد يحدث , وما يمكن أن تؤول إليه الأمور من مخاطر لا سمح الله على البيت الخليجي ! .
من حق هذا الامير الجليل الذي يحبه شعبه ويقدر عاليا طيبة قلبه وصدق نواياه , أن يحيا حياته طبيعيا ككل الناس في أي موقع كانوا , لكنها الأحداث والتطورات على قسوتها لم تعد ترحم , لا بل وقد لا أبالغ , تجعل من الإمارة مصدر قلق دائم لشاغلها , وتحيل حياته ومن معه إلى نقيض النعيم الذي يمكن أن يتوهمه الكثيرون على هذا الكوكب ! .
سمو الشيخ الجليل : بارك الله بك ولك وعليك , وأنت من تحملت وما زلت , وقبلك الراحل الكبيرالملك الحسين رحمه الله , ما تنوء دونه أقوى قوى الارض , فتأكد أن الله جل في علاه , لن يخذلك دنيا وآخرة , وأجرك عنده وحده لا عند سواه , والله من وراء القصد .