هل تتذكرون أمانة عمان ؟!
جفرا نيوز - ابراهيم عبدالمجيد القيسي.
كانت الدنيا تقوم؛ ولا تقعد، حين يأتي الحديث على سيرة الأمانة والخيانة، وبلدية عمان، أتحدث عن أيام عقل البلتاجي، فأنا من أوائل الناس الذين كتبوا ضده هنا وفي زاويتي اليومية في جريدة الدستور وغيرها، وكنت أوظف تاريخه لإثبات وجهة نظري، وكنت بل ما زلت اقرأ عن الرجل وكأنه لم يغادر المسؤولية في امانة عمان.
أما اليوم فالرضى يعمر قلوب الناس، والمدائح مدبجات مدبلجات في الأمانة وأمينها وسائر مواضيعها، واختفى الغضب والكذب والمتاجرة والمؤاجرة بالأمين والأمانة، موقف بحجم ظاهرة أفهمه شخصيا، وأعلم تمام العلم بأنه متعلق بثقافة ثاوية في القلوب قبل الأدمغة الصغيرة والكبيرة.. علما أن شهية الحديث يجب أن تنفتح أكثر حول الأمين الحالي..
د.يوسف ، احترمه على الصعيد الشخصي، فهو رجل خلوق، وهو محام، تحصيلاته عادية جدا، وتم انتخابه لعضوية مجلس أمانة عمان، وبالانتخاب أيضا أصبح نائبا للأمين، وقيل آنذاك بأنه كان على طرف نقيض مع عقل بلتاجي، وما لبث طويلا فأصبح وزيرا للشؤون البرلمانية في صفقة قيل عنها بأنها تخضع لنظرية المحاصصة، لكنه لم يستمر في الوزارة سوى شهر تقريبا، ثم تم تعيينه رئيسا لمجلس ادارة جريدتنا، ولم التقيه مطلقا في الجريدة، وبقدرة القادر اصبح أمينا لعمان، لتصمت الأغلبية من جديد.
أين الأغلبية والثورجية والحراكية والنضالوية والعارفين أنبياء الحكمة والحقيقة والخبرة، المستبصرين بشؤون البلد، الذين يمكنهم تفسير كل شيء حتى أسباب وقوع حادث سير في منطقة وعرة في الجنوب والشمال وعلى المريخ ؟!.
الأمانة تريد بس 140 سيارة لاسطولها الضخم، ولجيوش موظفيها، فهم أمنوا المدينة وخدماتها، وأصبحنا نتفوق على جنيف وكل المدن الاوروبية وغيرها، ويحتاج الجماعة الى سيارات حكومية وسواقين جدد وبنزين و"ما خفاكم".
هل هذا الصمت محمود وذاك ذميم؟!.. هل حقا لا شيء نقوله ..اتمنى لو أن الأمانة استقامت في البلدية وفي غيرها، لنلجأ الى هذه الوصفة في إدارة الشأن العام.
ان كان الأمر كذلك فاجعلوا من أمين عمان رئيسا للحكومة ولمجلس النواب ولكل شيء يتحدث عنه الناس ويفتعلون الغوغائية بشأنه..وريحونا.
يوجد في الأدغال معجزات تشبه الأساطير، وتحتاج الى مستكشفين وخبراء في الطب النفسي، ولن نفهم اختفاء التبرم والتظلم والتندر والشكوى حول أمانة عمان وتزايدها حول مؤسسات غيرها بغير مثل هذه التساؤلات؟!.