عشرات الدول وآلاف الصواريخ ومليارات الدولارات .. والإرهاب لا يزال حيّاً!!

جفرا نيوز- كتب: محمد داودية  كيف تمكن الإرهابيون من البقاء على قيد الحياة والفعل والإضرار بالناس كل هذه السنوات رغم ان تحالفا أمميا هائلا، يضم كل الدول الكبرى، علميا وعسكريا واقتصاديا مثل اميركا، روسيا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، كندا، ايطاليا، وعشرات الدول العربية والاجنبية، يستهدفهم ويطاردهم كل الوقت؟ لا يمكن لأية جماعة إرهابية او منظمة مسلحة ثورية او تحررية، ان تكون قادرة على الانطلاق والاستمرار والتأثير، دون ان تعتمد على تأييد قاعدة جماهيرية واسعة وعلى «ملاذات آمنة» وقاعدة اسناد خلفية، توفر لها الإعلام والسلاح والذخائر وتدريب المقاتلين والإحلال وتبديل المقاتلين والعلاج والاستشفاء والمعدات والاجهزة والمؤن والمعلومات الاستخبارية والاموال. فالثورة الفيتنامية العظيمة، التي هزمت فرنسا شر هزيمة، بقيادة هوشي من والجنرال جياب، في المرحلة الاولي من كفاحها الضاري من اجل الاستقلال وطردت الاحتلال في معركة ديان بيان فو عام 1954، وهزمت اميركا شر هزيمة وأخرجتها فرارا من سايغون في 30 أيار 1975، استندت الى دعم هائل من شعب فيتنام الذي كانت طليعته منظمة في الحزب الشيوعي الفيتنامي، والى «ملاذات آمنة» ودعم ضخم من جارتها الصين الشعبية التي شكلت لها «حبلا سُرّيا» ومرضعةً دسمة، علاوة على الدعم الهائل من المعسكر الشرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي السابق. وتوكأت الثورة الجزائرية العظيمة، التي انطلقت من جبال الاوراس عام 1954 بعزائم 1200 رجل و400 بندقية، على دعم كبير من الشعب الجزائري، الذي كانت طليعته منظمة في جبهة التحرير الوطني الجزائرية،  واعتمدت على دعم كبير من المغرب وتونس وليبيا التي شكلت للثورة الجزائرية «ملاذات آمنة». واعتمدت الثورة على امدادات سلاح وتمويل من الرئيس المصري جمال عبد الناصر الى ان حققت النصر والاستقلال عام 1962. كل شعب كافح من اجل الحرية والاستقلال اعتمد على شعب منظم وعلى قاعدة اسناد مأمونة موثوقة صلبة.  فعلى ماذا توكأت داعش والنصرة والمنظمات الارهابية التي تقاتل في الاقليم منذ 2011 و2014 الى الآن؟ وأية ملاذات آمنة توفرت لها؟ اعتمد الارهابيون على سلسلة طويلة من «الواردات: الخاوات- المنهوبات- التبرعات- الفديات- مبيعات المخدرات والنفط والاثار وتبيض الاموال والسبايا والسلاح». أولا: دخل آلاف الارهابيين، الذين تدفقوا من نحو 100 دولة، الى سوريا والعراق، من المطارات وبجوازات السفر وتم سوقهم الى «المنازل» حيث أخذت بصماتهم ومسحت قرنياتهم وتم تزويدهم بالسلاح وبملابس الحرب وتم دفعهم الى داخل سوريا.  ثانيا: وضع الارهابيون ايديهم على حقول نفط كثيرة في العراق وسوريا. لو لم يجدوا من يشتريها منهم «لتشردقوا» بها. اذن توجد سلعة، ويوجد بائع بأثمان بخسة، ويوجد مشترٍ، على شكل افراد وشركات،  ودائما، تواجد المتنفذون والسماسرة في قيادات الدول صاحبة الولاية على الارض والحدود والشركات، التي تمر صفقات البيع والشراء من تحت انظارها وبمباركتها. ثالثا: حصل الارهابيون على تبرعات بمئات الملايين من الدولارات من دول ومن «محسنين»، وصلت الى ايديهم بسهولة وتصرفوا بها بكل ارتياح. رابعا: باع الارهابيون المخدرات وآثار سوريا والعراق لمشترين، خبراء محترفين، دخلوا الى ارض الصراع وهم يحملون حقائب السمسونايت المحشوة بالدولارات، وعادوا الى بلدانهم، وهم يحملون مشترياتهم على الدرجة الاولى، في شركات طيران الدولة التي ارتشى سماسرتها وقبضوا الملايين. هل تمكن الارهابيون من البقاء والعمل دون قاعدة اسناد؟  بل توفرت للإرهابيين قاعدة اسناد وتوفرت لهم قاعدة اخرى للتمويل والاعلام. وبغير هذا ما كان للإرهاب ان يعيش الى اليوم