هل ستنعم دول مجلس التعاون الخليجي بالأمان ؟
جفرا نيوز - د.عصام الغزاوي
وآخيراً هل ستنعم دول مجلس التعاون الخليجي بالأمان .
درسنا منذ المراحل الإبتدائية ان الموقع الجغرافي المميز للوطن العربي جعله مطمعاً للغزاة وهدفاً للمستعمرين رغم انه لم يكن وقتها النفط والثروات الطبيعية مكتشفة ... اليوم وبعد اكتشاف النفط والثروات الطبيعية الاخرى اصبح الوطن العربي هدفاً لكل دولة استعمارية مغامرة طامعة خاصة مع بزوغ فجر إمبراطوريات جديدة بعضها لا تخفي هدفها بتصدير فكرها ومذهبها وأطماعها بالتوسع في دول الجوار وإعادة أمجادها الغابرة، لقد زاد التهديد الجدي للدول العربية الغنية وخاصة الدول الخليجية الصغيرة المزدهرة بعد السيطرة الإيرانية على العراق وثرواته وسوريا ولبنان ومحاولة السيطرة على اليمن وأصبحت شعوبها تسمع التهديدات التي يطلقها قادة إيران وملاليها لهم وينتابهم القلق وهم يشاهدون بالعين المجردة إستعراض القوة والتجارب على أسلحة نوعية جديدة تجريها إيران في الخليج لتضيفها الى ترسانتها العسكرية ومحاولاتها رغم الرقابة الدولية الحصول على السلاح النووي، ماذا عسى هذه الدول تفعل وقد أصبحت نهضتها وثرواتها تسيل لها لعاب ايران للإنقضاض عليها بعد إضمحلال القوى العربية الفاعلة التي كانت تردع الغطرسة والتوسع الإيراني، قديماً كانت الدول تعقد تحالفات مع دول اكبر وأقوى منها لحمايتها كما كان حال الغساسنة الذين تحالفوا مع الروم والمناذرة الذين تحالفوا مع الفرس، في عصر البيزنس والتجارة الدولية أصبحت ( خدمات ) الحماية تُباع وتُشترى مقابل الثمن كما فعل النظام السوري عندما إشترى حماية روسيا وإيران مقابل منحهم إمتيازات الغاز والنفط في الساحل السوري ومنافع أخرى ستكشفها السنوات القادمة، القيادة السعودية ليست ساذجة كما يتصور البعض لتمنح أمريكا كل هذه المليارات والصفقات بدون مقابل ، إن حماية الأوطان من التهديدات بحاجه إلى أسلحة حديثة، والسعوديه دفعت 110 مليار دولار ثمن اسلحه حديثة من اجل جيش عربي إسلامي موحّد، ماعدا ما بأيديهم من أسلحة الآن ، أما بخصوص باقي المليارات فسيُستخدم جزء منها في تحديث المنشآت النفطية ومشاريع صناعية في السعودية وإستثمارات اخرى في أمريكا مما سيعود بالخير والفائدة على البلدين ، كنت اتمنى قراءة تحليل وتقييم واقعي لزيارة ترامب للسعودية للأسف الكثيرون لم يلفت إنتباههم سوى حركات زوجة ترامب وإبتسامة إبنته المدللة ، أما بالنسبة لمن إنتقد توقيع الإتفاقيات وهدر الأموال، شخصياً لست فرحاً بتوقيعها ولكن اعتقد أنه ليس بالإمكان الحصول على أفضل مما حصل، مقتضيات المرحلة فرضت الواقع رغم مرارة الحدث في نفوسنا .. ويبقى اهل مكة ادرى بشعابها .. بإختصار لا يوجد اليوم أية خدمات مجانية .