صباح الاستقلال ايها الملك ... صباح الاستقلال ايها الوطن

جفرا نيوز - بقلم الدكتور عبدالمهدي القطامين
قبل يومين كنت بحضرة الملك اكثر من ساعة ونصف كان بيننا مسافة قصيرة وكنت اقلب ناظري في شعره الذي اشتعل شيبا وهيبة ووجهه الذي بدا متغضنا ومع ذلك كان يحرص على ان يوزع ابتسامته على الحضور ..بدا مثقلا بهم ثقيل فأن تشتعل الدنيا من حولك وان تكون ملكا تلم امن بلادك على طبق من جمر او على كومة من لظى فتلك كبيرة كبيرة الا على انفس ادركت ان بقاء الاوطان والمحافظة عليها هي اصل الاشياء ومنتهاها .
فيا سيدي الملك .... ها انت تلم كل هذا الارث منذ كان هاشم يهشم لحمه وثريده لحجاج بيت الله يستقبلهم ويدور على موائدهم مرحبا باشا تماما كما احفاده يفعلون وحتى ضجت هذه الارض من حولك وعاثوا فيها قتلا وتنكيلا وفتنة وقتل على الهوية وتصفية حتى ضجت الارض باجساد من قضوا بلا ذنب سوى ان القدر جعلهم في الارض التي تنز نفطا ودما وخرابا .
اليوم نحتقل بعيد استقلال بلادنا التي دفعت ثمنا باهضا لتناله ثم كانت دماء جندنا تسكب على اسوار القدس كانوا مقبلين غير مدبرين وكانت الرصاصة تتجه صوب القلب وكانوا لا يعرفون سوى الاقدام وما فروا الا لكر واقدام ارواحهم وحدها كانت تعرف اقرب الطرق بين الارض والسماء .
انه الاستقلال إذن وصباحات الوطن الجميل البهي تشرق من جديد على سنابك خيول مطهمة تغدو في العشي والابكار ....فصباح الخير يا سيدي الوطن ... صباح النجيع الفائر في عرض المدى ... صباح دم الشهداء الذين استودعوا هذه الأرض أرواحهم فباحت لهم بإسرارها وأعلنوا حين راحت الخيل في بيدائها تحمحم أن اقرب الطرق بين الأرض والسماء تمر دائما بخيط دم الشهداء النازف الموغل في عناده حين لا يكون بين الوطن والشهداء إلا طرفة عين راحت ترقب من عليائها قافلة العابرين من جسد الوطن إلى روحه محملين بعبق الشهادة ... هناك حيث تعلو نداءات الأمهات الموغلات في عشقهن الأبدي للراحلين الملتفين بعلم الوطن النازفين مسكا وريحانا وشهادة هي اقرب للصلاة .
صباح الخير يا سيدي الوطن ونحن نلملم في أعيننا وهجا من سناك وكلما ارتجت الأيدي وأوشكت الروح على الصعود إلى سماك لا نهرب منك إلا إليك نحسك بين العين وانتباهتها بين القلب ووجيفه بين الروح المفعمة بالندى والجسد المتمسك بروح الأرض تبرا وهياما .
فيا عبد الله الثاني أيها الملك الحامل هم هذه الجموع القابضة على جمرها ونارها وهم هذا الوطن الممتد من النسغ إلى النسغ ومن الوريد إلى الوريد ها نحن نهتف في صباحات الاستقلال المزينة بعطر الشهادة ووجع الذين مضوا قبل الأوان ونهتف باسم من قضوا على الدرب لكي يبقى الوطن أننا على العهد باقون وان الوطن الذي خبئناه عن الحساد في رفات الأعين وبين أهداب العيون ها هو يقرؤك السلام اليوم ويمضي معك يدا بيد وألما بألم وفرحا بفرح وحكاية تلو حكاية يهزج بها الصغار والكبار نعلم أن المسيرة متعبة وان المسافات الظامئة أتعبت الجميع لكننا لم نسلم ولن نسلم بعض أريج هذا الوطن وكبريائه وهوسه وجنونه وحنانه ودفئه وبرده لن نسلم كل هذا للغرباء حتى وان قالوا لنا طوبى للغرباء ولن نسلمه للتجار المتاجرين بسمعته وطيبته ولن نسلمه لمن عاثوا فسادا فيه واكلوه لحما ثم ادبروا فأهل الديرة هم الأهل والعزوة وهم الذين اقسموا ذات رصاصة عربية حرة أن المنية ولا الدنية وان الأوطان لا تباع ولا تشترى .