السعود: القدس في قلب جلالة الملك أينما حل
جفرا نيوز -
بقلم النائب المحامي يحيى السعود
لقد كان لمشاركة سيدنا المفدى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين يوم الاحد الماضي في أعمال القمة العربية الإسلامية الأمريكية، التي استضافتها المملكة العربية السعودية، بحضور زعماء وقادة دول عربية وإسلامية والرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأثر الكبير في نفوس قادة الدول المشاركة والشعوب العربية والاسلامية لما يحمله خطاب سيدنا من نظرة شمولية لما تعاني جميع دول العالم من تطرف وارهاب وفقر ومجاعات.
لقد قالها سيدنا بكل وضوح أمام الجميع بأن "التحدي الرئيسي والبالغ الأهمية يتمثل في الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يستند إلى حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وهذا سيضمن نهاية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وسيحقق السلام للجميع: الإسرائيليون، والعرب، والمسلمون" لا يوجد ظلم ولـّد حالة من الغبن والإحباط أكثر من غياب الدولة الفلسطينية، فالقضية الفلسطينية هي القضية الجوهرية في المنطقة، وهو ما أدى إلى امتداد التطرف وعدم الاستقرار ليس في منطقتنا فحسب، بل أيضاً إلى العالم الإسلامي.
هذا هو الهم الذي يحمله الهاشميون على أكتافهم ولا يدخرون مناسبة أو فعالية أو لقاء إلى وكانت القضية الفلسطينية حاضرة، بكل ما يحمل أصحاب الحق من ثقة وبكل ما تحمله الحرية من مطالبة وتفاني من أجل عودة الحق لأصحابه ودحر الظالم المعتدي والمغتصب للأرض والعرض.
فلسطين هي البوصلة التي يحمله سيدنا المفدى ليظهر للعالم أجمع الحقوق المسلوبة لأصحاب الأرض ويبين العنجهية الصهيونية التي تسعى بإصرار نحو المزيد من السلب وبناء المستعمرات والمستوطنات دون خوف أو مسائلة من أي جهة عربية كانت ام عالمية.
تحدث سيدنا عن رسالة عمان وما تحمله في طياتها من صور كثيرة تظهر حقيقة ديننا الحنيف وما يحمله من سماحة ومحافظة على حقوق الغير دون قتل او ذبح أو ارهاب، رسالة عمان التي خطها ابا الحسين تظهر وتكاشف العالم أجمع على أن خوارج هذا العصر ومن يدعون بأن مرجعيتهم إسلامية ليس لهم أي علاقة بالاسلام لا من قريب ولا من بعيد وإنما هم خارجين عن الدين ومبتعدين عن تعاليمه الربانية المبنية على الرحمة والاخوة والتآلف.
لقد أكد سيدنا كما هو حاله في كل مناسبة على أن حماية ورعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف هي أولوية أردنية نحمله على كاهلنا نيابة عن العرب والمسلمين وأن هذا الأمر هو خط أحمر لا يمكن التراجع عنه او المساومة عليه مع اي دولة كانت او كيان.
لقد رقصت قلوبنا فرحا ونحن نستمع لهذا الملك الذي ابهر العالم كله بأسلوبه وحزمه ولياقته السياسية التي تربى عليها منذ صغره في مدرسة جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال رحمه الله، والذي تحققت نبؤته عندما قال عند ولادة جلالة الملك عبد الله "ولسوف يكبر عبدالله ويترعرع، في صفوفكم وبين إخوته وأخواته ، من أبنائكم وبناتكم ، وحين يشتد به العود ويقوى له الساعد ، سيذكر ذلك اللقاء الخالد الذي لقي به كل واحد منكم بشرى مولده ، وسيذكر تلك البهجة العميقة ، التي شاءت محبتكم ووفاؤكم إلا أن تفجر أنهارها ، في كل قلب من قلوبكم ، وعندها سيعرف عبدالله كيف يكون كأبيه ، الخادم المخلص لهذه الأسرة ، والجندي الأمين ، في جيش العروبة والإسلام".
صدقت يا سيدي فقد كبر عبد الله وأصبح الملك والأخ والأب والحبيب لكل الأردنيين والحامي والمدافع عن قضايا امتيه العربية والاسلامية والفارس المغوار الذي يضحي بالغالي والنفسي ليرعى ويحافظ على مقدساتنا في القدس الشريف، وسنكون إن شاء الله جنودك يا سيدي حتى نرى أعلام العزة والفخار ترفرف فوق القدس عاصمة فلسطين الحبيبة.
كنا وسنبقى على الدوام فخورين بهذه القيادة التي لها شرعية دينية وشرعية تاريخية وشرعية انجاز فاليوم ونحن نواري شهيد القدس محمد الكسجي كان الجميع يهتف باسم صاحب الجلالة حباً ووفاء لما يقوم به من أجل حماية القدس والمقدسات لنقف جميعا صفاً واحداً خلف ملكنا المفدى وندعو الله سبحانه وتعالى أن يسدد على طريق الخير خطاه ليكون خير خلف لخير سلف.