ميساء المصري تكتب: لماذا هذا التسلح السعودي ؟


جفرا نيوز-  ميساء المصري يقال ان مبيعات الأسلحة هي البوابة الأوسع لضخ الأموال في العالم ، ثم تأتي من بعدها الحروب. لو نعود قليلا إلى الوراء ومقولة ترمب حول فرض السلام بالقوة ، نجد في مقابلة بمجلة ذا إيكونوميست للأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي إصرارا على أن المملكة لن ولم تقرع طبول الحرب مع إيران بل إنها تواقة للسلام ، وحرص السعودية على السلام من منطلق القوة لتتغير مقولته في المقابلة الأحدث على قناة MBC قبل أسابيع ويؤكد أن السعودية لن تسمح لإيران بحرب إستباقية وستكون السعودية لها بالمرصاد ليختلف مفهوم السلام بالحرص على الأمن القومي والإستراتيجي ..والذي تأكد مفهومهما خلال زيارة ترمب للرياض وعقد صفقات أسلحة وصلت إلى أكثر من 350 مليار دولار ، ليدور في الأذهان سؤال حاد حول هل سيتسنى للسعودية إستخدام هذه الأسلحة في الإقليم ؟ وضد من ؟. الصفقة وصفت بالتاريخية للطرفين السعودي والأمريكي ناهيك من الرابح ومن الخاسر هنا.فأمريكا تعد المورد الرئيسي لمعظم الإحتياجات العسكرية السعودية خاصة طائرات F 15 وأنظمة القيادة والتحكم ، كما تعتبر السعودية أكبر خمس دول إنفاقا على الأمن والدفاع على مستوى العالم . ووفقا لتقرير المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية فإن السعودية تمتلك القوة العسكرية الأكثر تجهيزا وفعالية في منطقة الخليج والأكثر تطورا والأفضل صيانة على أسلحة دول الجوار في المنطقة وأولها إيران. .بل إن قوتها العسكرية نمت بشكل ملحوظ وكبير منذ نهاية حرب الخليج عام 1991 حتى أصبحت اليوم تفوق العديد من دول حلف شمال الأطلسي الناتو .بل إنها تمتلك قائمة ب 5 أسلحة فتاكة ولن تستطيع إيران إمتلاكها منها مقاتلات بوينغ F 15 أيغل و المقاتلات الأوروبية تايفون (الاعصار) و المروحيات المقاتلة بوينغ EH64 أباتشي ودبابات M1E2 إبرامز وفرقاطات فئة (الرياض)، وبكميات لايستهان بها. كما أن السعودية تتجه لرفع التصنيع الحربي والعسكري بحيث يحقق إكتفاء بنحو 50 % خاصة والجيش السعودي هو ثالث أكبر جيش في الإنفاق العسكري بواقع 87 مليار دولار متجاوزا روسيا ب إنفاق بلغ 66 مليار دولار وبريطانيا بواقع 55 مليار في حين أن إيران وتركيا وإسرائيل مجتمعة بلغت 42 مليار دولار ..لكن رغم كل هذا الإنفاق العسكري السعودي نجد خللا في التوازن بين حجم الإنفاق المرتفع جدا والقدرات التي لم تجار حجم ذلك الإنفاق فالجيش السعودي بالمرتبة ال20 عالميا .ورغم كل حجم التسلح الخاص بها لم تستطع ابدا الحصول على طائرات F 35 التي حصلت عليها إسرائيل منذ سنوات فما بالك الآن بهذه الصفقة الأضخم تاريخيا ،خاصة مع إعلان الأمير محمد بن سلمان عن شركة قابضة سعودية للصناعات الحربية والعسكرية مملوكة 100% للحكومة وفقا للرؤية السعودية 2030 ، فكيف تنصهر هذه الصفقة مع واقع الحال ؟؟؟. يبدو أن اللغة التي يفهمها الجميع في هذا العصر هي لغة القوة ويبدو أن رفع مستوى التحالف السعودي الأمريكي هو الهدف ، بعيدا عن تصحيح المسار الأساسي . حينما تحدث ترمب خلال حملته الإنتخابية عن ديون أمريكية بقيمة 19 تريليون دولار وعد شعبه بأن يسدد الخليج هذا المبلغ وربما قريبا سيفي بوعده. هذا الدعم المالي الضخم والذي تجاوز 500 مليار دولار بكل مراحله بلاشك يفتح أبوابا أكثر جدلا، مما على السطح ، منها أن تسليح السعودية مبالغ فيه و الأسلحة الأمريكية يتم قبض ثمنها ولكنها تبقى تحت تصرف الأمريكان بدون أي شك وهي بحد ذاتها دعم لولي ولي العهد السعودي لإعتلاء عرش المملكة وكسب التأييد الأمريكي المتجه صوب ولي العهد محمد بن نايف مما يغير دفة الصراع في العائلة الحاكمة ، كذلك قد يعدل من مزاج بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي فيما يخص تطبيق قانون جاستا والذي في حال تطبيقه سيكلف الرياض 3 تريليون دولار وكذلك قد يعجل من إيجاد حل سواء سياسيا أو عسكريا وربما الأرجح التصعيد العسكري التدريجي في اليمن لإنهاء الملف الذي إستنزف السعودية بما فيه الكفاية ، ناهيك عن الملف الأهم في إقليم الشرق الأوسط وهو إيران، والوعود الأمريكية بتحجيم الدور الإيراني ووقف تهديدات طهران والحرس الثوري الإيراني للمنطقة ،والذي ترواغ أمريكا بلعب ورقة الضغط هذه على الجميع رغم بروز مصطلح العدو المشترك أي إيران خلال قمة الرياض ونبقى بانتظار ما سيفعل روحاني إزاء ذلك ، لكن قد تتطور الأمور لصراع أكبر مع حزب الله اللبناني عند حدود دول عربية. وكذلك الإطاحة بالإخوان في مصر . المشهد السياسي سيحدد أكثر مع أهداف الناتو العربي الذي يشكك البعض بمدى فعاليته في حين يتفائل البعض الآخر بوجوده، وفقا للمنطق الأمريكي للسلام بالقوة أو ربما السلام المدفوع الأجر ، ونشوء تحالفات عسكرية جديدة متعددة الجنسيات .وربما الوعد الأمريكي بأن تتحول إسرائيل من كيان إلى دولة ...و يبقى السؤال الأهم الذي يطرح نفسه كيف ستقوم دول الخليج بالمساهمة بإعادة إعمار المناطق التي دمرها داعش في العراق وسوريا أي ان تدفع الأموال لشركات الإعمار الأمريكية. ....؟! ننتظر جواب ترمب!!.