قمم السعودية , إذا هبت رياحك فأغتنمها !

جفرا نيوز - بقلم : شحاده أبو بقر
القمم الأميركية الخليجية والعربية والإسلامية التي ستعقد
في السعودية الشقيقة باتت على الأبواب , وهي قمم ترمي وبتصميم أميركي ظاهر, إلى التوصل لحلول لقضايا مستعصية هدت تاريخيا وما زالت , حيلنا نحن الأردنيين والفلسطينيين بالذات , ومعنا عرب آخرون ! .

لا ندري هل سيتحقق ذلك أم لا ! , هذا حتى الآن في علم الغيب , لكننا نرى أن هناك فرصة , فلماذا يتطوع بعض أصحاب الأقلام سلفا إلى إشاعة أجواء التشكيك لا بل والحديث عن تآمر بذات النهج الذي إعتدناه عبر عقود طويلة خلت .

ألسنا نطالب نحن معا أردنيين وفلسطينيين ومعنا كل العرب , بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 ! , ألم تنهكنا معا حرب العراق وسورية ! , ألا نطالب بحل سياسي في سورية يسمح بعودة اللاجئين السوريين الذين باتوا يشكلون ثلث سكان الاردن المنهك إقتصاديا وإجتماعيا ! , ألا نتخوف ونطالب بإبعاد خطر الإرهاب عن حدودنا الشمالية والشرقية , والذي يشكل مصدر تهديد لنا على مدار الساعة ! , ألا نتخوف ونطالب بإبعاد وجود الميليشيات ألإيرانية الطائفية ومرتزقتها عن حدودنا الشمالية ! , ألا نسعى ونطالب جميعا بوقف النفوذ الإيراني القائم على تصدير الثورة والفرز الطائفي , ثم , أليست حدودنا مغلقة مع سورية والعراق في وقت نعاني فيه ضائقة إقتصادية مرعبة ! .

أيضا , ألا ندعوا لوقف حرب اليمن وكبح جماح إيران فيها والتوصل إلى توافق سياسي يحقن دماء الشعب اليمني الشقيق , وأيضا , ألا ندعوا ونعمل لوقف خطر الإرهاب الاعمى الذى شوه صورة المسلمين ويعمل على إلحاق الضرر بالإسلام والمسلمين كافة ! .

في حدود علمي تلك هي تمنياتنا وتمنيات سائر العرب المستباحة أرضهم ودماؤهم وحتى أعراضهم , ومع ذلك لا يتوقف المشككون عن مواصلة نهج التخوين والتشكيك والقول أن أميركا تعمل من أجل مصالحها وأمن إسرائيل , وهنا نتساءل هل على أميركا أن تعمل من أجل سواد عيوننا فقط دون أن تراعى مصالحها ! , في وقت شهدنا فيه وللتو , قمة عربية إكتفت بالقول نريد من العالم أن يحقق لنا كل مطالبنا وكل ما سبق , دون أن يكون لنا نحن العرب أي دور في بلوغ تلك المطالب , أي أن على العالم أن يحل لنا كل قضايانا ويحقق كل طموحاتنا ونحن جالسون في منازلنا, ومع ذلك نتهمه بالتآمر علينا ! !

الإدارة الأميركية السابقة تخلت عنا وكان ذلك سببا مباشرا في إستئساد الكثيرين علينا نحن العرب العاجزين , حتى وصلت الامورإلى ما نحن فيه من ذل وهوان على الناس , والإدارة الأميركية الجديدة تهز العصا في وجوه من إستأسدوا علينا وأجبرتهم على إعادة حساباتهم في سورية والعراق واليمن وغيرها .

وهي إدارة تمد يدا صريحة قوية لنا للتعاون معا , لمحاربة الإرهاب وإنهاء أزمة سورية المنكوبة واليمن المنكوبة , وهي تقر بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير , وتعمل بقوة على تحجيم طموح إيران التوسعي على حساب العرب وأرضهم ووجودهم كدول ذات سيادة وتقف لها بالمرصاد , في وقت تعمل فيه الأخيرة وبتسارع , متوهمة أن العرب قد ماتوا , وأن ميليشياتها عند بعضهم قادرة على فتح الحدود لها كي تقيم إمبراطوريتها الكبرى على أنقاض العرب كلهم ! .
أردنيا , قال جلالة الملك صراحة أن جيشنا لن يدخل الأراضي السورية , ونفهم من هذا أن جيشنا الباسل لن يجتاح الاراضي السورية وفق مفهوم الإجتياح العسكري المعروف , لكن ذلك لا يحول دون أن تتدخل أسلحتنا كالطائرات في العمق السوري ملاحقة للإرهاب , وربما لن تحجم مدافع وأسلحة جيشنا عن ضرب أوكار الإرهاب القريب من حدودنا وميليشياته , وهذ واجب علينا قبل أن يكون حقا لنا , دفاعا عن بلدنا وحدودنا ! .
في ظل ظرف كهذا , هل نقول لاميركا لا لا نريد , لنبقى بإنتظار إستكمال هيمنة نتنياهو وقاسم سليماني على دولنا وشعوبنا ! , نعم هناك فرصة لنغتنمها فلنجرب , فلربما كان فيها خلاصنا مما نحن فيه من هوان وذل وفقر وعوز وإستباحة شريرة لكراماتنا , ولا حول ولا قوة إلا بالله .

قمم السعودية الوشيكة تمثل فرصا كبرى لإعادة الإستقرار والخلاص من ويلات حروب ظالمة , وإقامة دولة فلسطينية على الارض الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس الشرقية , وعندها لن يضير أحدا نقل السفارة الاميركية إلى القدس الغربية , تقابلها سفارة إميركية في القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين .