الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات السورية: لماذا ندينها.. ونستنكر ترحيب البعض بها؟

جفرا نيوز- المحامي عبد الكريم الدغمي رحبّ نتنياهو، وافيغدور ليبرمان، وسائر قيادات الكيان الصهيوني بالضربة الأمريكية على قاعدة الشعيرات في سوريا، ردًا على ما أسمته أمريكا بإستعمال الأسلحة الكيماوية من قبل الجيش العربي السوري ضد مدنيين في خان شيخون، هذا طبيعي جدًا ومعروف مسبقًا، لأن قيادات الكيان الصهيوني، هم أنفسهم من شنّوا أكثر من غارة على بعض المواقع العسكرية السورية، وآخرها الهجوم الذي تعرضّت فيه الطائرات الصهيونية لنيران الصواريخ السورية التي دمرت إحداها، لكن الذي يدعو للأسف، بل للأسى، ويبعث على الإشمئزاز هو الترحيب الرسمي العربي لهذا الهجوم الظالم والمخالف لكل القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة بمنع الإعتداء على دولة ذات سيادة، عضو في الأمم المتحدة! والسؤال المشروع اليوم هو ، هل ثبت استعمال الجيش العربي السوري للأسلحة الكيماوية؟ والجواب أن التحقيق لم يبدأ بعد بهذا الموضوع، لكن السؤال الأكبر: كيف تقول أمريكا أنها تريد محاربة الإرهاب، هي وحلفائها من الأنظمة المهترئة، وبنفس الوقت تقوم بضرب قاعدة عسكرية للجيش النظامي العربي السوري الذي يقاتل منذ سبع سنوات، ويخوض المعارك الشرسة في مواجهة الإرهاب الذي أرسلته أمريكا وإسرائيل، وبعض الدول العربية ومولته لقتل الشعب السوري وإسقاط النظام السوري، الوحيد الذي ما زال في الشرق العربي يقول لا للعدو الصهيوني، ويتحالف مع كل القوى بالمنطقة والعالم لمواجهة المشروع الصهيوني الذي يسعى للهيمنة على المنطقة بأكملها ، ويدمر البيوت في فلسطين، ويقتل ويعتقل الكبار والصغار والنساء والأطفال في فلسطين تحت إحتلاله الغاشم!! كيف لي أن أصدق وأنا مواطن عربي، نشأت على أنشودة بلادُ العُربِ أوطاني، من الشّامِ لبغدانِ، ومن نجدٍ إلى يمنٍ إلى مِصرَ فتطواني، كيف لي أن أقبل أن يتوحد موقفي كعربي مع موقف عدوي الصهيوني الذي يهجّر شعبي، ويقتله، ويدمّر بيوته، ويضعه في المعتقلات والسجون التي إمتلأت؟ عجيب أمرهم، وأقصد أمر هؤلاء الحكام، الذين يدعّون الإعتدال، ويدعون إنهم يريدون حلًا سلميًا لقضية فلسطين، فهل وافقت معكم إسرائيل على حل الدولتين؟ منذ مؤتمر مدريد 1991 ؟ هل وافقت معكم على مبادرتكم للتصالح معها والتطبيع في قمّة بيروت 2002؟ لو كانت كذلك، لقلنا ربما، لكنها لا تحترم عربيًا، سواء كان مواطنًا أو حاكمًا، حتى الذين يخلصون الولاء لها عبر إرضاء أمريكا حامية إسرائيل!! هل قامت أمريكا بلوم إسرائيل على مذبحة بحر البقر؟ هل قامت بلوم إسرائيل على مذبحتي قانا 1 وقانا 2 ؟ هل قامت بلوم إسرائيل أو مجرد معاتبتها على مذبحة صبرا وشاتيلا ؟ وغيرها، وغيرها من الجرائم الوحشية التي تمارسها إسرائيل يوميًا ضد العرب وخصوصًا الفلسطينيين، نحن نسأل عن مجرد اللوم والاستنكار، ولا نسأل عن ضربة صاروخية لإسرائيل!! ثم أسأل العرب الذين أيدوا الضربة: لماذا لم تستنكروا الضربات الإسرائيلية للمواقع السورية، وآخرها قبل أيام؟ لا أدري، ولا أفهم، كيف أنتم ضد الإرهاب وأنتم من تمولونه وتدعمون من يحميه، وتضربون أو توافقن على ضرب الجيش الذي إكتوي بناره منذ سبع سنين! وهو الوحيد مع حلفائه الذين يقاومونه؟ بكل الأحوال، فلسطين ستبقى عربية، والشام ستشد ظفائرها، وستنتصر على الإرهاب، ولن ننسى أن صراعنا مع الصهاينة صراع مستمر حتى نصل إلى حقوقنا المشروعة في فلسطين، ولن تنطلي علينا اكذوبة أن عدونا هو إيران، أو المدّ الشيعي المزعوم، بل أن عدو عدونا هو صديقنا وحليفنا، ولن تحميكم إسرائيل وأمريكا حين يأتي اليوم الذي تضيق عليكم الأرض بما رحبت، وآمل منكم، (وأملي ليس في محله) أن تتذكروا شاه إيران، ومبارك، وزين العابدين بن علي، وأمثالهم من الذين احتقروا شعوبهم، ونهبوا خيراتها ، وتآمروا عليها، وآمل أن لا يكون ذلك ببعيد. وزير العدل الأردني الأسبق عضو مجلس النواب الأردني عضو في البرلمان العربي