الدكتورة نسرين موافي : طموح امرأة عالمة

جفرا نيوز : نضال العضايلة


واحدةٌ من النساء اللواتي استطعنَ تحقيق ما لم يستطع الرجال تحقيقه، واستطاعتْ أنْ تكونَ كل شيء في آن واحد. ولم يمنعها كونها ام ان تقف عند حاجز الامومة او ان تتكئ على حائط مجتمعي، فبفضْل قوّة إرادتها، استطاعت الدكتورة نسرين موافي ان تطلق العنان لنفسها لتحط اخيراً في جامعة مؤتة استاذة في كلية الطب فيها.
شخصية قوية، قوية ما يكفي لتصرح بضعفها حتى! وشخصية لا تجد ذاتها إلا بمهنتها التي توليها كل أهمية، نموذج لعشرات النساء لأنها ببساطة تملك الوقت لتخطط أبعد من النجاة وإن اختلفت دروبها، مسكونة بحب زوجها الذي وقف الى جانبها كما لم يقف غيره، وتعترف الدكتورة الشابة أن البحث والمراقبة لساعات لم يجعلها تفلح بتحديد ملامح أدق لشخصيتها التي صقلت سنوات الغربة في المانيا عندما كانت تعد الدكتوراة، فهي تجد نفسها أمام شخصية تحمل الصفات التي تؤهلها لتكون واحدة من اقوى السيدات على الاقل في مجتمعها، فهي تبدو صلبة إلا أن نصوصها الذاتية تعبر عن حب شديد لعائلتها ومجتمعها ووطنها، قد تجدها تعرف الوطن بكل "مكان يمنحك عملًا ومحبين” هذه الشروط التي يحققها بلد كألمانيا، لكنها تعيش نوستالجيا واضحة تجاه الاردن الوطن والكرك المحافظة التي منها انطلقت للعلن والتي غادرتها إلى ألمانيا لتعود بعد ذلك تحمل شهادة الدكتوراة في علم الوراثة والبيولوجيا الجزئيئة من جامعة هايدلبرغ، ولكنها كانت قبل ذلك قد وضعت لنفسها قدم في جامعة شيفيلد في المملكة المتحدة لتخطف من هناك شهادة الماجستير في علم الصيدلة والتكنولوجيا الحيوية.
تتعامل الدكتورة نسرين موافي مع وجودها إنطلاقا من شخصيتها وتربيتها وظروفها ومستوى وعيها وقناعاتها ومدى تبنيها أو تأقلمها مع نموذج ثقافة مجتمعها ومحددات هامة أخرى، فهي ترى انها تحتاج لشئ من الاستقرار كما للتجديد واكتشاف آفاق مجهولة، إنها تفترض القدرة على العمل والبحث ضمن منظورها الخاص بما يساهم بالانفتاح على فضاءات أخرى تدعم عمليتها هذه وتسير بها نحو افق جديد.
نسرين موافي الفتاة الكركية التي خرجت للحياة قبل 38 سنة مضت، لم تقف عند الدراسة فهي تمتلك سيرة ذاتية تحمل الكثير من الانجازات كان ابرزها تلك الدراسة التي كشفت وجود مرض وراثي نادر اسمه التبول الاسود، وذلك برفقة زميلها الدكتور محمد السبوع، ولها العديد من الابخاث التي شكلت نقلة نوعية في مجال البحث العلمي.
هذه هي الدكتورة نسرين موافي والتي تؤمن امها لم تكن تستطيع الوصول الى ما وصلت اليه دون وجود زوجها الى جانبها فهي تحمل له في حناياها كل التقدير والحب ولا تستح ان تقول ان ما حملته من علم انما كان لزوجها الدكتور يزيد السبوع دور بارز فيه.