امريكا في سورية .. هل تغييرت حروب المنطقة؟
فارس الحباشنة
التصريح المنسوب لوزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون عن مصير الرئيس بشار الاسد و بان السوريين هم من سيحدده . ليس بالجديد ، ففي السنوات الاخيرة من رئاسة باراك اوباما قد عدلت الادارة الامريكية عن اولوية اسقاط النظام ، بعدما فشلت في سنوات الحرب الاولى في تحقيق ذلك الامر .
ولربما أن لافت بالتصريح أنه جاء عقب القمة العربية التي بقيت اسيرة المراوحة بانتظار ما يريد الامريكان وبماذا يفكرون ازاء سوريا ؟ الامريكان يبدو أنهم غير مكترثين بمصير" بشار الاسد " ، ومن قد يجلس في قصر المهاجرين ، فواشنطن وضعت قدميها على الاراضي السورية باقامت منصة عسكرية في شرق سوريا مزودة بمئات من المقاتلين المدربين و المحترفين لحماية مشروعها السياسي و الامني في المنطقة .
وكلاء الحروب من دول اقليمية كبرى تصارع على الساحة السورية يبدو أنهم لم يعدوا قادرين على تمام المهمة ، بل أن ثمة متغييرات فرضت انقلاب في الموازين وبالاخص بعد معركة حلب الحاسمة و الانتصارات الاخرى التي حققها الجيش السوري الحكومي في ظل وجود دعم روسي لا محدود .
معطيات جديدة قد تسهم في اعادة ترتيب معادلة الازمة السورية بكل مفاعليها ، فالمعارضة السورية ادركت حقيقة أن انتصارات جيش الاسد لا بد أن تنتقل الى طاولة المفاوضات السياسية حقيقة واقعية
لا يمكن تجاهلها ، ولذا فان الامريكان يحاولون بلورة خيارات عكسرية تثبت لها موطيء قدم على الاراضي السورية .
يمكن القول ان سوريا قد دخلت مرحلة جديدة من الحرب ، مرحلة حرب مركبة سياسيا وعسكريا ،بعد افول مرحلة الوكلاء . وثمة حقيقة دامغة في صورة الصراع السوري فاللاعبان الرئيسان في الازمة السورية و هما : الامريكي و الروسي ، كلاهما ينظر الى نهايات الصراع من زاويا مختلفة ، فالطرفان يستدرجان عروضا من دول اقليمية و اطراف سورية بالصراع بحثا عما هو مناسب لمصالحها ، ويمكن أن يسدل ستار الحرب السورية على ملامحه الاخيرة .