الحقيقة بين ثلاثية : الصحافة والحكومة والنواب

جفرا نيوز-بقلم الدكتور بشار الخرشة ابتداءً لن انبري للدفاع عن الحكومة ولا عن الزميل الصحفي خالد الزبيدي مثلما أنني لن أكون متجنيا على مجلس النواب . لكن ومن باب وضع الأمور في نصابها تبعا لمنهجية علمية ودراية بكيفية صيرورة الأمور بحكم المشاهدة والمتابعة اولا والمعرفة ببواطن بعض القضايا ثانيا .. فبغض النظر عن الأرقام التي خرج بها زميلنا الصحفي الزبيدي حول آلية تسعير المشتقات النفطية وحجم عوائدها وسواء أكانت صائبة ام خاطئة ، اقر بها او تراجع عنها مؤخرا ، فمن الواجب ان نعرف أنها مجرد أرقام تصدر عن صحفي ومحلل ارتكز فيها على مجموعة من المعايير والدراسات والمعلومات، وبشكل عام الصحافة ليست أداة رقابية ذات قرارات ملزمة وان اعتبرت مجازا بانها السلطة الرابعة في الدول المتقدمة نظرا لقدرتها على تشكيل الرأي العام والتأثير في وجهته .. من هنا يثور التساؤل : لماذا قامت الدنيا ولم تقعد على الصحفي الزبيدي مع أنني شخصيا أؤمن بان الكلمة كالرصاصة ان خرجت لاتعود وان صاحبها مسؤول عنها ان اصابت او أخطأت .. أقول هذا الحديث وانا أدرك أيضاً ان هناك دخلاء على مهنة الصحافة فهي مثلها مثل غيرها من المهن يستظل فيها زملاء يتميزون بالمهنية والاحترافية والمسؤولية ، مثلما ان هناك بالمقابل من اساء لها وجعلها وسيلة للابتزاز ولنصب شراك المساومات الرخيصة والهابطة التي أساءت للمهنة ولما هو ابعد من ذلك .. لكن مع كل هذا علينا ان نحسن تمحيص الأمور وان نضعها في نصابها وان نصارح انفسنا هل كان بوسع أي حكومة ان ترفض طلب نوابنا الاكارم اذا هم أصروا على الاطلاع على الالية الدقيقة والحقيقية لتسعير المشتقات النفطية ؟ اجزم ان لا هذه الحكومة ولا غيرها تستطيع ان ترفض او تتملص أمام هذا الطلب النيابي سيما اذاجاء من أكثر من نائب او من كتلة او مجموعة كتل .. هذه حقيقة يجب ان نعرفها جميعا وان نصدقها كذلك . أمام ماسبق ، أقول العتب ليس على الزبيدي ولا على الحكومة ولا على الصحافة .. العتب ايها السادة على مجلس النواب ، فهو الجهة التشريعية والرقابية وفقا للدستور .. فمن باب أولى ان تتم متابعة هذا الأمر تحت القبة فقط من قبل نواب الشعب الذين تم انتخابهم من قبل الشعب على امتداد هذا الوطن .. الخطأ لا يحمل للزبيدي ولا حتى لحكومة الملقي .. الخطأ ان كان هناك اصلا خطا يتحمله مجلس النواب فهو من يمثل الشعب .. ولان ماجرى غير الذي كان لوموا انفسكم ايها القوم فأنتم من قدمتم النواب واجلستموهم تحت القبة .. حارتنا ضيقة ونعرف بعضنا جيدا ..كل واحد منا يعرف النائب الذي انتخبه ( من ساسه الى رأسه) ويعرف ماهي خلفيته ومن اي وسط جاء وكيف نجح وهل ترشح بغرض خدمة الناس ام لخدمة نفسه ومصالحه او اتخذ النيابة وسيلة لارضاء نوازعه وعقده الشخصية في رحلة بحثه المضنية عن المكانة والمخترة والبريستيج .. لوموا انفسكم لأنكم انتم الذين ادليتم باصواتكم واوصلتموهم الى القبة في الوقت الذي تخليتم فيه عن الرجال الصادقين من ابناء عشيرتكم ومحافظتكم التفتم اليهم حين علقوا يافطاتهم وصورهم وبنوا صواوينهم واشحتم بوجوهكم عن المثقفين والمتعلمين وعن الشبعانين من بيوت اهلهم وأصحاب المبادئ لا أصحاب المعلقات والخطب والملايين ..دققوا في الأمر جيدا .. فحجم الأخطاء التي تقعون فيها مرة تلو مرة يتجلى بوضوح ولا تظلموا الوطن فأنتم من ظلمتم انفسكم .. فالقوم في السر غير القوم في العلن ..