سحاب الجميلة والمنكوبة تستغيث

جفرا نيوز - عاكف الجلاد  أكتب وأنا أعرف مسبقاً أن حكومة الملقي الحالية لن تحرك ساكناً ، ولا حتى الحكومة القادمة ، لأن السابقة ( حكومة النسور ) لم تحرك ساكناً أصلاً . ( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) .
إلى رئيس الوزراء ، وزير البيئة ، وزير الصحة ، وزير البلديات ، جمعيات حقوق الإنسان والحيوان والبيئة ، وجميع الجهات المعنية .. ولكل من يخاف الله .. إلى متى ستبقى سحاب منكوبة بيئياً ؟ . إلى متى إزدياد حالات مرضى السرطان والربو والذبحات الصدرية والكثير من الأمراض لأهالي المنطقة ؟ . إلى متى ستبقى المدينة الصناعية وجواريش البلاستيك ومناشير الحجر داخل سحاب دون رقيب ولا حسيب ، وتنفث سمومها في صدور أبنائها ؟. إلى متى التقصير والتهميش والإهمال الواضح من جميع المسؤولين ؟ إلى متى الإستهانة واللامبالاة بحياة البلاد والعباد ؟
ففي عام 2014 اعلن وزير البيئة أن مدينة سحاب ( منكوبة بيئياً ) ، ولم يتم اتخاذ أي إجراء ، وعام 2016 خاطب رئيس بلدية سحاب عباس المحارمة رئيس الوزراء هاني الملقي بان منطقة سحاب منطقة منكوبة بيئيا بتصريح من وزير البيئة منذ عامين ولم تحرك الحكومة السابقة ساكنا مما زاد الاوضاع سوءاً . كذلك حكومة الملقي لم تتحرك ، فمن سيء الى أسوأ .
التلوث البيئي في مدينة سحاب يتمثل في وجود مدينة الملك عبدالله الثاني الصناعية التي تاسست عام 1980 بقانون خاص داخل المدينة ، وايرادتها تعود لمؤسسة المدن الصناعية ، وتحتوي على 350 مصنع ومنشأة صناعية ومنها (( مصانع محرمة دوليا )) ووجودها قريب من الاحياء السكنية مثل ( مصنع البطاريات ) الذي يشكل خطراً كبيراً على اهالي المنطقة . وكذلك المنطقة الحرفية التي تحتوي على 400 منشار حجر، والحل الجذري لهذا التلوث الصادر عنها هو نقلها الى اماكن اخرى بعيدة عن السكان . بالإضافة إلى جواريش البلاستيك الموجودة بين السكان لطحن البلاستيك وتدويره بطريقة بدائية وفوضوية ، باعثة بسمومها لتهدد الصحة والسلامة العامة . وآخرها الضغط الكبير على البنية التحتية بسبب وجود اكثر من 50 الف عامل وافد و40 الف من اللاجئين السوريين و 85 الف سكان المدينة الأصليين .
لكل هذه الاسباب اعلنت سحاب منطقة منكوبة بيئياً، والان سحاب تستغيث ، والوضع البيئي يزداد سوءاً على سوء ، فيجب اعلان حالة الطوارىء لإنقاذ تلك الأرواح ، أو ما تبقى منها ، ( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) .