الحباشنة يكتب: نهاية داعش.. ماذا بعدها؟!

جفرا نيوز- كتب: فارس الحباشنة
هل يمكن تصور العالم دون «داعش»؟ ثمة تغيير جذري يجري على قواعد الصراع السوري، ويمضي الى محو الوجود الداعشي على الاراضي السورية، الجيش السوري حقق انتصارات مفصلية وعميقة على امتداد الجغرافيا السورية المنهكة بالحروب والصراعات والاقتتال. من حلب وادلب والباب شمال سوريا الى ريف دمشق والغوطة ومدن الجنوب السوري. في الاونة الاخيرة، بدا على مستوى الاقليم أن الحرب ضد داعش قد كبرت، وأن دولا مركزية في الاقليم دخلت على لعبة المواجهة القائمة، من تركيا شمالا الى الاردن جنوبا. حيث نفذت طائرات سلاح الجو الاردني قبل ايام هجوما كاسحا ضد مواقع موالية للتنظيم في الجنوب السوري. ويبدو أن ساعة الحسم قد اقتربت لاعلان «نهاية داعش». السؤال عن مصير داعش يبشر بمستقبل جديد لدول المنطقة وبالاخص سورية، والتي دخلت اطرافها المتصارعة على خط التفاوض السلمي للوصول الى تسوية سياسية، قد تخرج سورية من محنة الصراع والحروب والاقتتال،وتقودها الى غد أفضل. «نهاية داعش» تفجر اسئلة كثيرة، عن حروب وصراعات خاضها مخبولون ومجانين يعيشون خارج التاريخ. واسئلة اخرى عن الخرافات التي تعشعش في رؤوسهم وقادتهم الى صناعة توحش مفرط وموت وخراب ودمار. توحش داعش ليس قرينا للحظة زمنية راهنة إنما وليد لموروث «ثقافة نرجسية» فخورة ببلاغة لا تذعن للعقل والتاريخ. «توحش داعش» هو فائض عن فراغ ما بين «الواقع والافتراض الخيالي»، وذلك الفراغ المرعب الذي ولد في مساحات من فشل بناء الدولة الوطنية وتحقيق السيادة الوطنية والتخلص من التبعية للاخر الاستعماري «اقتصاديا وسياسيا». امتداد الاسئلة لما بعد «نهاية داعش»، فانه يعني ما قد يصيب اعادة بناء الاوطان بانسانية واحترام للاخر، وتحصينها بقيم وافكار ومبادئ ديمقراطية واجتماعية تحقق العدالة والمساواة والتعددية و«احترام الاخر»، بعيدا عن التجديف نحو البناء الهرمي لاستبداد وظلم وقهر سلطوي، يزيد من الهوة داخل المجتمعات، ويسهم بشكل أو بآخر باعادة تدوير انتاج التطرف والارهاب ما فردنا من اسئلة قد تبدو غريبة لحد ما، والعالم يعيش في باطنه ووعيه للامرئي سواء على مستوى السياسة ومصالحها أو العقيدة والفكر استقطابا حادا حول الارهاب والتطرف، وإن كانت بعض الاطراف الدولية والاقليمية تعلن حربها ضد داعش وتوابعها، الا انها تمارس «التقية» في تمويلها ودعمها لوجستيا ومعنويا. ولكن يبدوالان ثمة مؤشرات تتعاظم على أن «نهاية داعش» قد اقتربت، وثمة اسئلة خاطفة عن المستقبل رغم أنها مربكة ومقلقة، ولكن لا بد من طرحها للخروج من مستنقع ووحل الخرافات الموضوعية التي أدت الى ولادة وانتعاش داعش وتوابعها. والاوهام الكبرى التي اسقطت على المنطقة وادت الى حروب وخراب ودمار حساباتها تذهب لصالح اطراف دولية، همها تمديد الصراع الهوياتي والطائفي وقتل الوطنيات الجامعة ومحوها من الخرائط. الدستور