الحباشنة يكتب : شكرا عمو
جفرا نيوز - فارس الحباشنة
حتى سنوات قريبة فارطة ، كان النداء الذي اسمعه اذا ما احدا استوقفني في الشارع ليستدل او يستفسر عن شيء ما هو لوسمحت ياشاب ، و بعد ذلك تسلل على استحياء نداء اتلقاه بين فينة واخرى يا استاذ على اٍساس أني اصبحت اللبس بذلة وبالطو . وظل الامر يترنح ما بين الشبوبية و الاستاذية ،وفقا لعين الرائي و تقديره لحالتي.
وحتى قبل اسابيع بينما قدمت خدمة ما لمجموعة من الشباب ، فكان الرد شكرا يا "عموه " ، أصابتني الصدمة ،وقلت لربما أنهم لايقصدون ولا يعنون ما يقولون ، او انهم يريدون منحي لقبا قبل اوانه على سبيل التكريم لا أقل .
غير أن هذا التفسير لم يقنعني بكل اقنعته ، لم يوقف الاسئلة المحيرة التي بدءت تدق في رأسي . هل بدء حقا أثر الزمن علي ؟ ام اني متهاون لحد ما في التأنق ؟ وهل نالت مني الايام والسنين حتى تطرحني ارضا و تلصق بي نعت " العم " ؟ والله اعلم ما هو القادم .
كنت اتصور أن هذا النعت قد يلاحقني بعد الاربعين ، ومازال ثمة متسع من المسافة العمرية . ولكن يبدو أن مخطيء ، ومن الواجب أن اكون واقعيا أكثر عندما التطلع في المراة ، وانظر للجزء الفارغ من الكأسة سواء كان الماء صحيا او من الحنفية .
أن اكثر ما قد تقوله و انت تكتشف اثار الزمن ، الحمد لله ، ان عبور الزمن لم يمر بامراض لا سكرى ولا ضغط و خلافها ، مازالت الصحة قويمة تعاند زحف الامراض والوهن . حتى قرحة المعدة تحت ضغط الدخان والقهوة و اشياء اخرى ، فان امورها تحت السيطرة .
ولربما أن زحف الزمن يجعلك تميل أكثر الى العزلة و الابتعاد عن الناس ، و لربما أن مشاغلك و اهتماماتك تتقلب وتتغير ، افضل الصمت بعدما كنت اراقص العفاريت الزرق ، حتى كلامي صار اكثر رزانة يليق بالعمر ، وحتى قلبي فانه يعشق بعطش لا يرتوي .
فاكثر ما قد ينال من الانسان في مفارق العمر هو الاحساس بالزمن .