الدكتور هاني الحمايدة اصرار على النجاح والتكامل الانساني
جفرا نيوز : نضال العضايلة
لم يكن الرجل الاربعيني القادم من شمال الكرك الى وسطها حاملا بين سطور حياته اصرارا على التفوق والنجاح يدرك انه سيحط في ربوع مؤتة السيف والقلم، وان مستقبله قد ارتبط بمهنة الرازي وابن سيناء وابن الهيثم، وان تاريخه النقابي الحافل في نقابة الاطباء سيضعه في مقدمة المدافعين عن المهنة.
عاصرت الدكتور هاني الحمايدة جارا له وعاصرته احد العاملين في معيته في كلية الطب في جامعة مؤتة، فهو رجل دمث الاخلاق، متواضع يحن الى خبز لواء فقوع الذي عاش بدايات حياته في حاراته يعود من احد مدارسه حاملا حقيبة الطالب المثالي، ليودع اللواء ويعود اليه من جديد حاملا شهادة الطب في الجراحة العامة من جامعة العلوم والتكنولوجيا.
وفي ذات يوم حزم هاني الطبيب حقائبه متوجهاً الى المانيا ليعود ومعه شهادة الدكتوراة في تخصصه ليؤثر التخصص في الانف والاذن والحنجرة، ليعود الى الكرك مدرساً في جامعتها العريقة، ومن هنا بدأ الدكتور الحمايدة رحلة جديدة في حياته، حيث عهد اليه في العام 2013 الى تاسيس كلية الصيدلة في جامعة مؤتة فبدأت الكلية في عهده تاخذ دورها الى جانب شقيقاتها من كليات الجامعة الاخرى ليحط به المقام اخيرا في كلية الطب عميدا لها واستاذا في اقسامها.
الجمع بين الطب والانسانية موضوع قديم في التاريخ ومن يقلب سجل الطب في الاردن تطالعه وجوه العشرات من الاساتذه الذين جمعوا بين مهنتهم العملية وعطائهم الانساني، ويبرز الطبيب والاستاذ المشارك هاني الحمايدة من بين هؤلاء فهو يجسد بما وصل اليه القيمة الانسانية النبيلة التي يتحلى بها.
وفي عهد الدكتور الحمايدة انطلقت كلية الطب لتحقق العديد من الانجازات فقد استطاع بعد ان اقصيت الكلية من الاعتماد الخاص لسنتين من اعادة الاعتماد الخاص لهذه الكلية التي خرجت مئات الاطباء على مدى سنوات تاسيسها، ثم ما لبثت الكلية ان خققت انجازات غير مسبوقة في امتحانات الكفاءة فحقق طلابها المرتبة الاولى بين كليات الطب الاردنية في المستوى العام والمرتبة الثانية في المستوى الدقيق.
يبدو أن العلاقة بين الطب وطبيب الانف والاذن والحنجرة علاقة تكاملية، فكلاهما يتعمق في النفس البشرية ويسبر اغوارها ويبلسم جراحها، ويسمو بالمشاعر الانسانية، فان يجمع الحمايدة بين معالجته لمرضاه وبين ادارته لواحدة من اهم كليات الطب في الاردن فهذا يشكل بحق انموذجا متكاملا للنفس البشرية، ومن يجمع بينهما يستحق بجدارة أن يكون نموذجا يحتذى في العطاء.