أي حرب ضد الارهاب ؟

جفرا نيوز- فارس حباشنة
السؤال عن دخول الاردن في حرب مباشرة ضد الارهاب "خارج الاسوار التقليدية " يعاد تشكيل صياغته بالعادة على ضوءالاعمال الارهابية التي تستهدف الاردن . حديث الفريق محمود فريحات لبي بي سي : هو بمثابة اعلان لحرب مباشرة " خارج الاسوار " ضد تنظيم داعش وتفرعاته الارهابية .
كيف وصل وجه الصراع الى هذه النقطة ؟ هل حقيقة ان الامور لم تعد تحتمل الفرجة في وجه استعراضات لارهاب مجنون ؟ الحرب والمواجهة المقبلة ضد داعش يبدو انها ستكون مختلفة . فعمليةالكرك استثارت غضب الاردن ،والبحث ما زال جاري عن استعادة "هيبة " يلتهمها الارهاب ، بكل ما أوتى من شراسة و رعب و غموض في التمويل و الدعم اللوجيستي ومرجعياته الاقليمية و الدولية .  
عملية الكرك الارهابية لم تكن مجرد استعراض خاطف للابصار ، أنما اشبه بعملية عسكرية ، تحرك بها الارهابيون بكل الامكانات و بمتسع من المساحة في تسجيل رقما قياسيا من الشهداء ما بين عسكريين و مدنيين .
و بالغالب ، فان امكانات خلية الكرك الارهابية لا يمكن الا ربطها بتنظيم متين كداعش . ولربما أن السؤال المقلوب ، هل عملية الكرك مجرد رسالة ؟ أم أنها اعلان بداية لمواجهة مستمرة على الاراضي الاردنية ؟ الاجابة قد يصعب حصرها . ومنفذو عملية الكرك من حاملي رايات داعش ليسوا قادمين من الخارج ، انما من نوع يعيش بيينا ، و هم اردنيون انجذبوا الى طقوس داعش الارهابية .
********
صراع دول المنطقة مع الارهاب ، يبدو أنه يتبدل بموديلات مختلفة . الارهاب وبكل تفرعاته التنظيمية يحترف في خلق فضاء حربي جديد يشبه زمن الغزوات في العصور القديمة . داعش وقد دحرت من حلب ، فانها في الموصل لا تواجه غير الحصار .الارهاب لم يعد امامه على الارض غير حروب استنزاف . الدول تعيد بصيغ عديدة اعادة تمرتسها على الارض .
منذ 3 اعوام ، ونحن في معرض وعود وامال تبعثها دول المنطقة لمحو ودحر داعش وتفرعاتها ، وبينما مسارح العروض الدموية لداعش تزداد بشاعة ، وينصب التنظيم على الارض تمددا لعروض القتل و الفوضى توازي ما يواجه من خسائر في حواضن كبرى كان يسيطر عليها .
"داعش " وتفرعياته " لا ينتهي بالمواجهة الامنية فحسب . هذه التنظيمات مخزن للقتلة والارهابيين ، وقوتها الاولى بهشاشة الدول و السلطات الحاكمة ، ويبدو أنه ليس من السهل أن تنهي الحرب لوحدها احلام مؤيدها وانصارها المخبولة عقولهم بدعوة اقامة دولة الخلافة .