شهداء الكرك ..الدم الغالي

جفرا نيوز- كتب: فارس الحباشنة   


هي نفسها الايدي الخارجة من بين الحطام تلقي تحية الوداع ، يدي الشهداء : معاذ الكساسبة و راشد الزيود و سائد المعايطة وضياء الدين الشمايلة ومحمد البنوي وابراهيم البشابشة ، ارواح تبعث باصوات تبحث عن نصر . وهي نفسها اجساد ابطال الدرك والامن العام المصابين : النقيب ناصر الجعافرة والمواطن خلف الحجران .
لتفعل السلطة و اجهزتها ما يريدون ، وكيفما يريدون ، وليفعلوا ما يعتقدون انه مصلحة لهم وذلك لا يفيدأمام شيء عظيم وكبير وجليل اسمه : "الشهادة و البطولة " ، حيث لا تغطى باغبرة الاخفاق و الفشل ، ولا ينتظر اولئك الشهداء العابرون والابطال المنتظرون تقييما من أحد ، ليزيل فرحة غرسة في قلوبهم الاباءو الابناء و الاهل و الاقارب و العزوة من ابناء العشيرة .
ولا ظل اهمالهم و تعاستهم يمنع من وصول الشمس الى قبورهم الطاهرة في عليا عروش الاوطان ، ولا يزيل الانظار المحدقة بقدسية و طهر و خشوع لمراقدهم التي حيث يجب أن تكون محجا للاحرار الاردنيين .
هولاء الشهداء الذين فدوا ارواحهم ضد الجهل و التكفير و الظلم و غطرسة الارهاب والتطرف ، الى حيث تخرج قامات الشهادة من بين الاردنيين الاحرار ، شهداء كتبوا بالدم حكاية هزيمة ودحر غزاة الجاهلية الجديدة وتفرعاتها الارهابية .
لربما أن كثيرين لا يعرفون أن الكركية يقولون اليوم : ان ما نزح من دم هو قليل ، وانهم مستعدون لتقديم الغالي و النفيس صونا لحرمة الوطن ، ودفاعا عن كبرياء الاردنيين . فالشهادة لا تقتل في نفوس الاحرار مهما كان شكل وطريقة التعامل الرسمي معها .
فهل تعتقدون أن ما يواجهه اليوم والد الشهيد ضياء الدين الشمايلة والمصاب خلف حجران- الذي خرج من المستشفى قبل اكمال العلاج - قد يثنيهم عن الفداء من اجل الوطن ؟ الشهادة من أجل الوطن في وجد الاحرار حلم وطموح ومقصد .
في الكرك لا صوت يرتفع على اذان الشهداء ، و مهما كبر الجرح فانه أول ما يدمي القلب ، وخاصة أن كان من "اهل الدار وابناء الجلدة " ، لا أريد أن اتحدث هنا بمكاشفة أوضح لازيل الاقنعة عن اهل الدار و ابناء الجلدة ، فمن يقراء من المعنيين فانه يتحسس على الفور" فروة رأسه الخشنة ".