جفرا نيوز- كتب: فارس جباشنة  الاردن من أغرب بلدان العالم ، بل من أكثرها دهشة. فالدولة تحافظ على شيخوختها وتخطط لابديتها من عبر التوريث . هكذا هي الرسالة التي يمكن فهمها من تعيين وترقية نجل عقل بلتاجي في سلك الدبلوماسية الاردنية .
المتحكمين في السلطة لم يتنبهوا الى أن توريثها لاولادهم واحفادهم يعني انهم اختاروا امتدادا مفتوح زمانيا لوجودهم بالسلطة دون منافس ، ليغيب بقية ابناء الطبقات الاجتماعية الذين لا يجدون لهم صوتا وصورة في دولة ترفضهم وتقصيهم من ابسط حقوق التنافس و التزاحم نحو الارتقاء الاجتماعي و الانتقال الطبقي .
شيخوخة الدولة لاتملك ادوات هضم لقذفه ، انما كلما ابتعلت ئشيا زادت من ضخامته ، هكذا تحولت صور المسؤولين الى رموز تجريدية لا تشير الى مسؤولين بذاتهم : عقل بلتاجي سليمان الحافظ ، بقدر ما تشيرالى كيان سلطوي ضخم في جسد الدولة المهتريء ، ماكينة تبتلع كل شيء ومن الصعب أن تفكر ببديل أوحتى اعادة تصنيع .
ولهذا ليس غريبا أن نسمع تعيين نجل قيس عقل بلتاجي مثالا في موقع سلطوي رفيع ، وهو كتالوج لتوريث ابدي مطيق على طبقة لا تريد أن تتخلى عن السلطة أو حتى تتنازل عن جزء بيسط ويسير منها . تماسيح عجوزة رابضة في بحيرات السلطة لا تقبل الاتئلاف أو التكيف مع أي جنس اجتماعي وطبقي أخر .