مصارحة لا مجاملة من مجريات احداث الكرك

جفرا نيوز - محمود الهياجنه ١_ البعض يستنكر التساهل الامني مع الناس وعدم تجنيد عدة رجال امن لمراقبة كل شخص ، في الوقت الذي لو اوقفته دوريتان على طول الطريق الصحراوي ، لنفذ صبره وولول وصرخ وتساءل هل نحن تحت احتلال ام في بلد ديمقراطي ؟ ٢_ ما جرى من اعتداء وهجوم ، ربما يجري في اي دولة في العالم مهما عظمت هيبتها الامنية كالولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والكيان الصهيوني . ٣_ ليست العبرة في النصر او الخسارة هنا بالذات في عدد الضحايا بين الطرفين ، فمجرم واحد محتزم بحزام ناسف يدخل بين مجموعة كبيرة ويفجر نفسه ، يكون العدد واحد من المجرمين وعشرات من المستهدفين ، وهذه ليست بطولة كونها خدعة ومؤامرة ، ومقياس النصر والخسارة هنا ، هو في تحقيق الهدف من عدمه . ٣_ المجرمون تحصنوا في قلعة منيعة ، ضخمة ، متعددة الطوابق والصالات والدهاليز والممرات والمخابئ والكوى والملاجئ ، ومجهزة لتأوي جيشا جرارا وعائلاتهم ، وهذا مما يجعل مهمة تحديد اماكن المتمترسين فيها في غاية الصعوبة ، ناهيك عن صعوبة اقتحامها التي تحتاج تخطيطا دقيقا ومخاطرة رهيبة وتوقع خسائر جسيمة اثناء الدخول والتفتيش بسبب كثرة الزوايا والمخابئ . ٤_ بناء على ما سبق في النقطة ٣ كنت اتوقع ان تستغرق عملية تطهير القلعة اشهرا عديدة ، وان تخسر قواتنا عشرات الشهداء على الاقل . وبفضل الله ونعمته جاءت الامور اسرع كثيرا مما توقعت . واقل خسائرا عددا . ٥_العملية بكل المقاييس نجاح للامن الاردني وانجاز يقدر له ، واي خبير عسكري لا اتوقع ان يخالفني الراي . ٦_ من ايجابيات ما حصل ، الالتفاف الشعبي القوي ميدانيا داخل الكرك ،ومعنويا في كل مكان في الاردن كعادة اهل الاردن في الملمات ، وتعاطف الكثيرين من الخارج مع الامن والمدنيين . ٥_ لنتذكر ان اي مركز امني هو للخدمة الامنية قصيرة الاجل ، ومحدودة المهمات ، وليس مجهزا لعمليات عسكرية طويلة ، لذلك من الطبيعي ان تكون اسلحتهم محدودة بعدد الغفر ، ومسدسات المناوبين ، مع انني اتوقع ان تغير الدولة اسلوبها وتعزز الاسلحة والذخائر . كدرس مما جرى . ٦_ في مثل هذه الاجواء والاحوال ، يتلهف الناس لأي خبر ، لذلك تنتشر الاشاعات بسرعة فائقة ، ولا ينجو منها الا الرزينون ، بل ان بعضهم ربما يقع فيها . ٧_ من منكرات ما حصل ، عدم استجابة البعض لتوجيهات قوات الامن باخلاء المكان او عدم الاقتراب او عدم التصوير ، مما يربك سير العملية الامنية . ٨_ ليس الوقت مناسبا للتشهير بالشخصيات القيادية والطعن بها وتحقيرها اثناء العملية ، بل الاخلاص في العملية وترك النقد الى ما بعد الانتهاء منها . ٩_ الناس بحاجة الى ما يطمئنهم ، لا الى ما يرعهم ويربكهم ، لذلك ارجو توخي النشر بما يبشر ويطمئن من غير تهويل لما يحدث وكانه نهاية الكون . ١٠_ عندما نقول بان نعمة الامن والامان ، هي من اعظم النعم بعد الاسلام ، فلا نجانب الحقيقة ، ولسنا سحيجة