الكرك ...واقتناص اللحظة

جفرا نيوز - خاص - كتب – هبوب الجنوب
لم أكن أتوقع , أن يجلس السادة النواب في عمان صبيحة هذا اليوم ويتداولوا أحداث الكرك , كنت أتوقع أن يعقد المجلس جلسته في قلعة الكرك بين الناس وأن يذهب جميع الأعضاء إلى هناك ..وتخرج التوصيات من هناك . فعلي مقربة من مدخل القلعة , يوجد بيت الزعيم الوطني دليوان المجالي ويوجد منزل الزعيم حسين الطراونه ...كان من الممكن أن تجمع منازلهم السادة النواب وهناك يعقدون جلستهم ..لكنه مجلس يجيد تضيع الفرص التاريخية . ستكون تلك المرة الأولى , في تاريخ المجالس النيابية ..والتي يخرج فيها المجلس كاملا إلى المحافظات ...وكانت ستكون سابقة في العمل التشريعي والبرلماني العربي ... ومن هناك من الكرك , يتم الدعوة لمؤتمر وطني لمكافحة الإرهاب تتداعى له القوى السياسية والحزبية والعشائرية والشعبية , وأبناء المخيمات ..من حق الكرك أن تحتضن مؤتمرا من هذه الشاكلة , يقوده النواب أنفسهم ... إن الحقيقة الغائبة عن الجانب الرسمي, هي رمزية القلعة ودلالتها لدى الكركي ..فهي المكان الذي اغتال فيه الأتراك رجالات الكرك أثناء الهية , وهي المكان الذي قاتل من على أسواره أهل الكرك ...جنود تركيا , وحين حمل الكركي سلاحه واندفع صوبها كان يقاتل دفاعا عن تاريخه ...فمن هب لنجدتها أولا:- أبناء العشائر , وثانيا :- الفلسطينيون في الكرك ..فهي المدينة الوحيدة في التاريخ العربي التي لم تبني مخيما , ولم تستقبل الفلسطيني لاجئا بل دخلها كأخ وشريك ولهذا هو لم يقاتل دفاعا عن مدينة بل قاتل دفاعا عن وجدانه وماضيه وتاريخه ...والمسيحي في الكرك مغروس فيها منذ 3000 الالاف عام فأقدم عشائرها هم المسيحيون , وهي المدينة الوحيدة التي تنظر للمسيحية فيها على أنها حالة وطنية عروبية وليست طائفة بعكس كل مدن العالم العربي على الحكومة الان أن تقتنص هذه اللحظة وتشارك في مؤتمر وطني لمكافحة الإرهاب يكون الكل شركاء فيه , مؤتمر يتمخض عنه ميثاق شرف ..يلزم الجميع بالإنخراط , في القتال ضد التطرف والغلو ...فما حدث في الكرك افرز صورة مهمة وعظيمة وهي أن الناس قاتلت إلى جانب الأمن..وبالتالي الأساس في مقاومة الإرهاب هو المجتمع ... من حق الكرك أن تحتضن مؤتمرا وطنيا الان ,..يتمخض عنه تشكيل لجان شعبية ووطنية في كل محافظة , وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية هدفها ..المقاومة , بالحرف والكلمة , بالنصح ...بالتعريف بأخطار الإرهاب ...الان وأقولها بكل صدق نحتاج لمليشيا شعبية , سلاحها التواصل وذخيرتها النصح ...وعلينا أن نقتنص هذه اللحظة التاريخية , ونستند على اندفاع الناس في الحفاظ على الدولة وولائهم للعرش ... ومن الكرك نطلق مؤتمرا وطنيا لدراسة الظاهرة , فالدولة ليست هي الوحيدة المخولة بمقاومة الإرهاب بل الناس أيضا . إن ما حدث في الكرك بالرغم من المصيبة , له جانب إيجابي وهو :- أن الناس في النهاية هم حصن الوطن الأقوى , وسياج النظام الأكثر صلابة ..وعلينا أن لا نترك الحالة للجدل وتحميل وزارة الداخلية المسؤولية ..أو تحميل جهة أو جهاز ..بل علينا أن نقفز عن كل هذه الحالات لمؤتمر وطني سريع في الكرك ..عنوانه الإرهاب , ونتائجه ...خلايا وكتل شعبية , تقاوم بالكلمة والنصح ..وتكون رديفا للأمن والدولة .