العضايلة يكتب : الربان ظافر الصرايرة

جفرا نيوز - كتب : نضال العضايلة
حينما بدأت سفينة جامعة مؤتة، بالغرق بقي الربان والعديد من البحاره على متن السفينة حتى النهاية، فبلغ الالاف من ابناؤها برّ الأمان، وبدا ان الظافر بامر الله قادر على إرساء قواعد السلوك النبيل، فاثبت أنّ هناك نموذجا آخر للشجاعة مازال محفوراً في الذاكرة منذ عقود مضت.
والظافر ابن فلاح بسيط في مدينة الكرك الواقعة على بعد ليس بالهين من العاصمة عمان، يمتلك تاريخا طيبا من عمق الريف الاردني ليصبح محور الوسط الذي تدور حوله عملية انقاذ مؤتة الجامعة اليوم.
هو المربي وربما بالفعل هو بصدد تعليم الطبقات المتعالية تقاليد ومبادئ ان تنقذ سفينتك من الغرق بعدما كانت قد تهاوت الى القاع.
منذ سنة واقل لم يكن احد يتصور ان الرجل سيصمد في وجه التيار الذي يميل لابقاء مؤتة الجامعة في اسفل البحر ولكن بدايته كانت دليلا يشكل حالة من الثبات ويبعث على الامل لمن باتوا يضعون ايديهم على قلوبهم من ان مؤتة قد تقفل ابوابها بعد كل الذي جرى لها من قبل.
ولعل اصعب الفترات التي مرت بها الجامعة تلك التي لم يكن من السهل التمييز بين الجاني والضحية وخاصة عندما تكون الجامعه في موقف الدفاع عن نفسها فيصنفها البعض على انها آيلة للسقوط والعكس صحيح فنعتت بالتخاذل او بالتصعيد غير المبرر لكن الظافر تمكن من ادارة تلك المرحلة واستطاع ان يخرج الجامعه من قلب الصراع لتعود كما اراد لها مؤسسها الراحل الحسين بن طلال.
الظافر اظهر خلال الأسابيع الاخيرة صبرا كبيرا وطول نفس فلم يشغله هم عن السير من اجل انقاذ سفينته، وربما ليس من السهل وصف الوضع القائم في ظل الظروف التي تعيشها الجامعه او صعوبة التوفيق بين اطراف تجد التصعيد في مواقفها ومقترحاتها ايسر من التوافق، في ظل مرحلة ربما فرضت على الكثيرين التصعيد.

ولعل اكثر الخصال التي جعلت كل الفرقاء يرتاحون للظافر اكثر لتعاطي الجامعه مع الازمة هوالتعامل المسؤول مع حواراتهم ونقاشاتهم والسعي الجدي الى ايجاد حل للأزمة بعيدا عن أي سلوك يهدف الى الاثارة او الى استغلال الموقف لصالحه او تحقيق مكاسب شخصية، الى جانب ذلك لا يمكن ان ننسى التعامل مع الاخرين كيف لا وهو الذي تميز بأخلاق عالية غابت عن كثير من اقرب المناوئين له لكنها لم تغب عن بال من يتمنى له التوفيق في ما تبقى من زمن عن تحقيق أكبر انتصار له وهو انجاح الولادة الجديدة لجامعة مؤتة وتحصينها من كل من ارادوا النيل منها او من منظوريها.
الظافر بامر الله الصرايرة هو الرئيس الذي ركب سفينته بعد ان انزلت اشرعتها فاعاد الاشرعه الى مكانها الطبيعي واستطاع ان يتعامل مع الامر الواقع في ظل ظروف صعبه، لا بل ملتهبه ولعلها فرصة ان يقف ابن الكرك ليعيد لمؤته القها بعد ان تاهت بين امواج الانانية والشخصنة.
كل الكرك تقف معك وتشد على يديك وكلنا نقف من اجل ان تعيد لمؤتة دورها الريادي في كل المحافل المحليه والعربية والدولية.