الغزاوي ضيف شرف على حاكورة البدري - صور

جفرا نيوز- 
ترسيخ نهج التشغيل بدل التوظيف وتعزيز ثقافة تشغيل الاردنيين لدى القطاع الخاص واظهار قيمة ذلك اولويه قصوى برنامجا تفاعليا مع القطاع الخاص في ادارة مؤسسات التدريب المهني وبرامج تستهدف توفير فرص عمل للمواطنين بعد تدريبهم وتأهيلهم
أرض تُحْبَس لزرع الأشجار قُربَ الدُّور, هذة هي الحاكورة بالمعنى المتعارف علية, وزمان كان معظم الناس عندهم حاكورة تجمع الجيران والاصدقاء ويتبادلون اطراف الحديث ويناقشون همومهم اليومية ويتسامرون, وفي الوقت ذاته تجد الاطفال يتحلقون حول الكبار ليستمعوا الى قصصهم التي نادرا ما كانوا يستوعبون معاني هذة القصص,فيختارون زاوية قريبة ليمارسوا بها نشاطاتهم ويلعبوا حتى يغالبهم النوم. للبدري حاكورة ذات نكهه خاصه يجتمع بها قامات وطنية,وشخصيات سياسية ,اقتصادية واعلامية ,تحتد بها حوارات وطنية ساخنة تتناول قضايا الساعة,باسلوب لا يخلو من الجدية وحرية الطرح والشفافية, جلسات يتم إدارتها باحترافية ومهنية اعلامية رفيعة المستوى,فحاكورة هاني البدري تستضيف سياسيا ,جاء ليبوح بعلنية تامه فلسفته ورؤيته ومنهجه في إدارة المؤسسه التي يرأسها ,امام نخبه من الاعلاميين ,ليواجه بوابل من الاسئلة من الحضور الملتزمين بأهمية عرض طروحاتة عبر وسائل الاعلام بحسب خبرتهم ,فمنهم من يتناول القضية من منظور اقتصادي واخر من زاوية اجتماعية ,وتتعدد طرق النشر واساليبه لتتناسب مع مستويات المتلقين لرسائلهم. في جلعاد, هذا الاسبوع استمع حضور واسع من الزملاء الصحفيين والكتاب والاعلاميين والمحامين المعروفين وضيوف الحاكورة لعرض من وزير العمل علي الغزاوي لواقع سوق العمل الاردني,وتحدث الغزاوي في إيجاز بمنتهى الصراحة عن الاختلالات التي تواجه هذا السوق ,كما عرض لمعدلات البطاله وسياسات وزارة العمل المستقبليه للحد من مستويات البطاله بين الشباب الاردني. الغزاوي احترف الابتعاد عن لغة الارقام,ومصطلحات سوف وسنعمل,وفاجأ الجميع باعترافة بوجود مشكلة بنيويه في سوق العمل الاردني,نتيجة تراكمات من سنين خلت,يتحمل الجميع مسؤلياتها,وأكد ان الوزارة تعمل وفق إسترايجية وطنية ,أطلقت بمباركه ملكيه منذ حزيران 2012 حيث تم تكليف وزارة العمل بمتابعة تنفيذها بقرار من رئاسة الوزراء في أيار 2015. وتهدف الاستراتيجية الوطنية للتشغيل إلى معالجة قضايا وسياسات التشغيل على المستوى الوطني، حيث تسعى لتحقيق رؤيتها وهي تحسين مستوى المعيشة للأردنيين من خلال زيادة التشغيل والأجور والمنافع والإنتاجية ضمن ثلاثة آفاق زمنية هي, قصير المدى ,متوسط المدى وطويل المدى ,لافتا الى انه تم تشكيل لجنه عليا للاستراتيجيه الوطنية للتشغيل برئاسة دولة رئيس الوزراء شخصيا وعضوية عدد من الوزراء والمعنيين , في اطار اهتمام الحكومة بموضوع البطالة واعتباره اولوية قصوى على سلم اولويات الحكومة, لتكون مهمتها اعطاء الزخم الضروري وتفعيل الاستراتيجية الوطنية للتشغيل ووضع الاجراءات التنفيذية العملية اللازمة لتطبيق بنودها وتنسيق جهود جميع الجهات المعنية بمحاربة البطالة باعتباره جهدا وطنيا جماعيا وليس فقط مهمة مقتصرة على وزارة العمل فقط . وتركز الاستراتيجية - حسب الغزاوي- على عدد من السياسات المتعلقة بالتشغيل مثل التعليم، تشغيل الإناث، التدريب المهني، الإستثمار، الخ... وتغطي محاور سوق العمل الثلاثة وهي العرض، الطلب، والمحور المؤسسي التنظيمي حيث تتضمن مجموعة من البرامج والمشاريع وجرى اعادة تقييمها بما يتناسب مع الاحتياجات الفعلية لسوق العمل الاردني, وبما يضمن ضبط السوق المحلي والعمل على تشغيل الاردنيين. واشار الغزاوي ان التقرير الصادر من دائرة الاحصاءات العامة حول البطالة محل احترام وتقدير, وعليه تم تنظيم ورشة حوارية حول البطالة وسبل تشغيل الاردنيين... بحضور مدير دائرة الاحصاءات العامة وامين عام وزارة العمل ومدراء صناديق التنمية والتشغيل وكبار موظفي وزارة العمل وخبراء التشغيل,للوقوف على هذة الارقام من خلال عصف ذهني للخروج بمجموعة من التوصيات والمقترحات لمعالجة مشكلة البطالة وطرق وآليات تمكين الشباب الاردني لغايات التشغيل. وحول الارقام التي يتم نشرها لاعداد العمالة الوافدة في الاردن,لفت الغزاوي انها تقديرية, وتتراوح بين 600 الى 800 الف عامل وافد يعمل بشكل غير نظامي وان هناك حوالي 307 الاف عامل مصرح لهم بالعمل بموجب تصريح ساري المفعول. نتيجة لهذة الارقام المتضاربه كان لا بد من وقف الاستقدام للعمالة الوافده لان السوق المحلي اصبح متخما وتسرب اعداد كبيرة منهم للعمل في مختلف القطاعات حتى المغلقة امامهم, وصاحب هذا القرار حملات تفتيشيه مكثفة هدفها ضبط سوق العمل واتخاذ اجراءات قانونية بحق المخالفين سواء عمالة وافدة او اصحاب عمل يعملون على تشغيل مخالفين ويعزفون عن تشغيل الاردنيين,واتخاذ جملة من القرارات بحق المخالفين لغايات قوننة عملهم. واضاف الغزاوي ان لجنة متخصصة من وزارة العمل والداخلية وعدد من الجهات والمؤسسات الامنية قد باشرت عملها ايضا لدراسة واقع العمالة الوافدة المخالفة الذين يعملون بطريقة غير نظامية , والتي يلحق وجودها العشوائي ضررا بسوق العمل المنظم، وينتقص من فرص العمل الشاغرة للأردنيين، ويفاقم من مشكلة البطالة، لاسيما في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة,ورفعت اللجنة توصياتها الى مجلس الوزراء , وستكون هناك اجراءات على ارض الواقع تساعدفي عملية ضبط السوق المحلي. وثمن الغزاوي موقف الاعلام المشرف الذي وقف مع الوطن نتيجة قرار وقف الاستقدام,مؤكدا ان عملية الاحلال للعمالة الوافدة بعمالة محلية هي عملية مستمرة وان كانت صعبة لكنها ممكنة,ويجب ان يرافقها برامج وخطط لتمكين الشباب الاردني وتأهيلهم ورفع كفاءتهم بالتشارك مع القطاع الخاص,صاحب الخبره والدرايه باحتياجات السوق والقطاعات المختلفة من المهن والحرف ونوعية التدريب الذي يتلائم مع طبيعة عمل مؤسساتهم ومنشآتهم. وتعرض الغزاوي لجمله من الاجراءات التي اتخذتها الحكومة في مجال الحد من البطالة وتوفير فرص عمل للاردنيين, منها تخصيص 25 مليون دينار لصندوق التنمية والتشغيل ليتم اقراضها للشباب بشروط ميسرة، وقف استقدام العمالة لاتاحة الفرصة للاردنيين للعمل، قروض وسلف اقراضية لمتقاعدي الضمان الاجتماعي ، توجيه الصناديق الاقراضية للمساعدة بالتشغيل والتنسيق والتكامل فيما بينها ، منح نقاط فنية اضافية للشركات التي تشغل العمالة الاردنية وتمييزها بالعطاءات الحكومية، إعطاء أولوية العطاءات للمكاتب الاستشارية والمقاولين الذين لديهم فروع في المحافظات، التشغيل في عطاءات امانة عمان الكبرى سيكون للاردنيين وتعزيز دور المنظمة التعاونية في دعم التعاونيات. وبين بالارقام مؤشرات سوق العمل الاردني بعد تطبيق محاور الاستراتيجية, وفرص العمل المتوفرة والمقدرة للعام 2016 الحالي مقارنة مع العام 2015 الماضي, مستعرضا نتائج مبادرة الفروع الانتاجية التي تعمل عليها الوزارة في توفير فرص عمل من خلال اقامة مصانع للمحكيات في البوادي والارياف والمناطق البعيدة. كما تعرض الغزاوي لواقع التدريب المهني والفني واهم التحديات والفرص, مبينا انه سيكون هناك برنامجا للتفاعل مع القطاع الخاص في ادارة مؤسسات التدريب المهني من خلال برامج تستهدف توفير فرص عمل للمواطنين بعد تدريبهم وتأهيلهم. واكد في ختام الأمسية الحاكورية بحضور أمين عام وزارة العمل فاروق الحديدي وأمين عام وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية بكر العبادي اهمية ترسيخ نهج التشغيل بدل التوظيف وتعزيز ثقافة تشغيل الاردنيين لدى القطاع الخاص واظهار قيمة ذلك. وناقش الحضور الغزاوي وتعرضوا للعديد من الافكار والمقترحات التي تخدم توجه الدولة في تنفيذ سياساتها التشغيلية المستقبلية, وكان صدر الغزاوي متسعا بحجم مساحة الحاكورة, وتقبل كل نقد بناء يعزز من الايجابيات ويحد من المعيقات.