هذا ما يحدث في الاردن ...!!!
جفرا نيوز - حال من الوحدة أم حال من الانقسام والانشطار، فيما الأهداف واحدة،، هي الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي بكل معانيها حفاظا على منجزات الوطن الأردني وتحقيقاً لطموحات قيادته واهله وأجياله والبناء على ما تم تحقيقه وانجازه لعقود تسعة خلت من عمر الدولة الأردنية. انقسام وانشطار يتعمد بالدم في عمان عاصمة الهاشميين يوم الجمعة (25 مارس/ آذار 2011 ).
هل ترتدي عمان حلة السواد ام الابتهاج في انشطار اهلها،، اين هي عمان التي رفت جادئلها فوق الكتفين .. ؟؟ اين هم نشامى الوطن الذين معهود اليهم للغايات الكبار والمعارك الكبار ان يكونوا على قلب رجل واحد في وطن واحد يضم الجميع بخافقيه وان يضعوه في حدقات العيون وشرايين الفؤاد.
تقارير عمان لا تسرّ إلا العدو،، فبينما كان شباب اردنيون حملت حركتهم اسم "شباب 24 آذار" بدأوا اعتصاما الخميس في ميدان جمال عبدالناصر "دوار الداخلية سابقا" تجمع اكثر من 20 الف شاب وشابة يوم الجمعة في حدائق الملك الحسين تلبية لدعوة هيئة" شباب اردنيون من كافة الاصول والمنابت" في مسيرة حملت شعار " .. "نداء الواجب الواجب" من اجل التاكيد على ثوابت المملكة الاردنية الهاشمية والاصلاح ضمن رؤى القائد .
كلا الجانبين محتشد للاصلاح، لكن لكل منهما اساليبه الخاصة في توجيه النداء ورفع الشعارات وطرح مجمل القضايا المثيرة للجدل على الساحة.
هل هو انقسام وانشطار في لحمة الوطن الواحد وخلل طارئ على نسيجه ربما تتم محاصرته ورتق ما انشق في الصف على نحو سريع ؟ أم انه الانهيار الحقيقي في جسد الأردن الذي يواجه اعتى التحديات والاعاصير في اقليم ملتهب ؟؟.
والسؤال هو: من وراء كل هذا ومن يحرك هذه الحراكات والتحركات والشعارات في المعسكرين،، ؟؟ اذ مهما تكن الاسباب ومن يكونون وراء ذلك، فهم "مجرمون بحق الوطن الاردني وقيادة الوطن الاردني التي حالها حال الوطن منذ ان قام الكيان للجميع واستمرت للجميع". فلا داع لولاء هنا وادعاء وتدثر عباءة هذا الولاء بينما يوجه الاتهام للطرف الآخر بعدم الولاء للعرش والوطن !.
معادلة مخيفة
معادلة ملتبسة غامضة ومخيفة ترعب الأردن والأردنيين طرفاها متناقضان متحدان ولكن هناك من "يلعب في الخفاء" وهناك من يحرك "الفتنة وهي نائمة" ولعن الله من يوقظ فتنة نائمة؟؟ هل هي قلوب مليانة وليست رمانة ؟؟ بالتأكيد لا ..
كانت شعارات "شباب 24 آذار" مقتربة ان لم تكن هي ذاتها التي دعا اليها العاهل الهاشمي في كل خطاباته ورسائله الى حكوماته وآخرها رسالة الاربعاء الماضي لمعروف البخيت.
بالمقابل جاءات بيانات هيئة " شباب اردنيون من كافة الاصول والمنابت " واضحة لا تبتعد عن الهدف لمن يحب الوطن حرا قويا شامخا لمن يتطلع للحفاظ على الوطن ساحة أمن وأمان لمن يريد مكافحة الفساد والفاسدين ،لمن لا ينكر الانجازات لمن يريد عدالة اجتماعية لشرائح المجتمع كافة لمن يريد المصارحة والشفافية والحوار.
في ندائها قالت الهيئة: الى كل الاردنيين الشرفاء من كافة الاصول والمنابت،الذين يؤمنون بضرورة الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي،أن يلتفوا حول قائدنا الشاب لنحافظ على استقرارنا وانجازاتنا كي نحقق امانينا الوطنية لمستقبل زاهر.
وفي نداء وطن قالت الهئية: الى كل من يؤمن بأن لا بديل عن القيادة الهاشمية القوية بشعبها الوفي لضمان التقدم والاستقرار .
وقالت: نداء وطن يدعوكم للقيام تجاهه وذلك بالمشاركة في التجمع الشعبي الحضاري بحجم الوطن ،للتاكيد على ثوابت ومسلمات المملكة الاردنية الهاشمية تحت شعار(اردن قوي مستقر موحد، ملتفين حول القائد المعزز وبولائنا وايمانا منا بانه الضمانه الوحيدة للاستقرار والاصلاح والتطوير لمستقبل واعد).
وضمنت الهيئة بعض عبارات كان قالها العاهل الهاشمي في مناسبات سابقة من بينها: "شعبنا واع ،شعبنا على قدر المسؤولية ،وشعبنا يعرف تماما أن مصلحته وأمنه،وكرامته ومستقبله هي عنديفوق كل الاعتبارات" .
وقالت الهيئة: نتجمع معا يوم الجمع 25آذار 2011 ظهرا في حدائق المك حسين من اجل التاكيد على ثوابت المملكة الاردنية الهاشمية والاصلاح ضمن رؤى القائد.
اين الخلاف ؟
فاين الخلاف ولماذا الدماء والقتل والفتك والاجهاز على حراك كان متناغما مع رغبة الوطن وقائد الوطن ونهجه الاصلاحي؟.
ما معنى الولاء للملك والوطن وما هي تعريفاته وتكييفات التعاطي معه؟؟ وهل هو الوقت المناسب لامتحان الاردنيين من مختلف المنابت والاصول والقبائل والعشائر والطوائف والاحزاب في ولائهم للوطن ولقيادته بعد كل هذه العقود من السنين ؟.
هل الولاء للملك الهاشمي والوطن الاردني الذي صاغه الهاشميون ومعهم الاردنيون قلعة للتحدي "لعبة يستهويها البعض يطيحون معها كل المنجزات ابتداء من الجالس على العرش وصولا الى كل معالم الوطن الذي صاغت سواعد الاوائل وبنته مدماكا مدماكا للصمود الابدي لا ورقة خريفية تطير مع اول هبة ريح عاتية في كانون شتائي ؟.
هناك مؤامرة على العرش والوطن معا .. هذه المؤامرة من داخل مؤسسات عرش الملك ومؤسسات وطن الملك ومؤسسات الاردنيين سواء بسواء تحت عباءات الولاء التي كثُر لابسوها بالوان كثيرة ووظائف متعددة الجبهات داخليا وخارجيا.
قبل الهجوم الدموي الذي شنته قوات الدرك و"البلطجية" على معتصمي دوار جمال عبدالناصر، تنادى آلاف على مبعدة ستة كيلومترات في حديقة الملك حسين تحت شعارات شتى،، وبدت كأنها مناهضة لنظيرتها وما سبق من تجمعات نظيرة سبقت على مدى أسابيع تطالب بإصلاحات.
فلماذا مسيرات الولاء للملك في الأردن وكل مواطنيه هم ابناء الملك واخوان الملك وكلهم تربوا في مدارس والد الملك وجد الملك ؟ ،، لم يعد هناك مؤامرات لأحزاب وانقلابات على النظام كما كانت مناهج خمسينيات وستينات القرن الذي مضى بخيره وشرّه. الجميع مصطف امام التحدي الواحد في اقليم العاصفة الممتدة وظل الاردن ينام مع الخطر خلالها مزاولا الصبر والصمود والتضحيات غير مسبوقة في عالم البقاء حيث التاريخ لا تصنعه الصدفة وبذلك حقق الاردنيون تاريخ البقاء المتفرد قلعة عصية على كل آفات التآمر والفتن.
لماذا التشكيك بوطنية هذا الانسان وولاء ذاك في وطن قام على الولاء وكان الجميع فيه اسرة واحدة من القيادة الى ابعد بقعة نائية في اركان المملكة التي هزت ذرات رمالها كل المؤامرات التي لا تهدف الى شطب الاردن وحده بل لتمتد الى قلاع كل العرب المرتاحين وراء جبهة الصمود الاردني الكبير.
هل يمكن ان نقول ان من يقف وراء تسيير مسيرات الولاء للملك واولئك الموقعين على عرائض الولاء ومقيمي حفلات اعياد الميلاد الملكي متورطون حتى النحاع في المؤامرة على الملك ووطنه وابنائه حيث يجري تمزيق وحدتهم الوطنية بين ولاء هذا ونبذ ذاك من خيمة الولاء !؟.
هل وصل الحال بمن يدثر بعباءة الولاء للعرش او يقودوا الوطن الى حال عقيد ليبيا ومشير اليمن ومشير السودان وتونس زين العابدين بن علي ؟؟ وشتان بين الحكام هنا والحكام هناك .. وشتان بين المنجزات هنا والانهيار هناك .. والشواهد حية أمامنا هنا وهناك .. ولكن من يقف مع ذاته وقفة صدق ومسؤولية ويحاسب نفسه على ما تقترفه يمينه بحق الوطن وملك الوطن وناس الوطن وبقاء الجميع.
كنا نعتقد ان زمن العابثين بامن الدولة قد ولى .. وكنا نعتقد ان زمن "انهيار الدولة" الذي خيم للسنوات الخمس الماضي قد ذهب الى غير رجعة ،، لكن يبدو انه يطل بقرنيه ثانية بوحشية غير مسبوقة نتاج سوء التقدير وانعدام البصر والبصيرة واستبصار آفاق المستقبل عند البعض ممن هم في داخل مؤسسة العرش ومؤسسة الأمن التي ضيعت بوصلتها وصارت لا ترى ابعد من ارنبة انفها، الا اذا كانت هذه المؤسسة التي ظلت مفخرة على الدوام تأتمر بأوامر دوائر الخارج الذين يعشعش ممثليها في دهاليز هذه المؤسسة الأمنية.
رسالة الملك الاستباقية
تأتي هذه التداعيات المؤسفة والمحزنة والمرعبة والمخجلة بعد رسالة كان فيها فصل الخطاب وجهها العاهل الهاشمي لرئيس حكومته معروف البخيت،، وفيها جاء الآتي: إنني أستذكر في هذا السياق إنجازات شعبنا الأردني على امتداد التسعين سنة هي عمر الدولة التي أسسها الأجداد وأعلى بنيانها الآباء، وأرى إصرارهم العظيم على مواصلة المسيرة مهما عظمت الصعاب، لأشعر بالفخر والاعتزاز بانجازاتنا في ميادين التعليم والصحة والبنى التحتية، واقتصاد المعرفة، والتكنولوجيا المتقدمة.
وتابع الملك: لقد راجعنا المسيرة منذ استئناف الديمقراطية قبل ما يزيد على عشرين سنة، وكنا حريصين على الإصلاح الشامل، وما نزال، وقد شهدنا مراحل مختلفة في باب التحديث والتجديد، تحقق فيها نجاح كبير، ولاحظنا أحيانا أن قوى تشد المسيرة إلى التراجع، وأخرى تحيطها بأفكار لا تتناسب والتقدم، وثالثة تنتهز الظروف لتجنح إلى الفساد على حساب مصالح شعبنا وتقدم شبابه بطاقاتهم الخلاقة إلى المشهد الإصلاحي من أجل أردن جديد يليق به الإبداع والتعددية وتكافؤ الفرص والالتزام الكامل بحقوق الإنسان.
وفي الرسالة قال الملك: إن الإصلاح الشامل غاية لا وسيلة، وإننا نتفهم الحراك السياسي وأصوات الشباب، فهم صوت وطني منا ولنا، وبهم نؤسس إصلاحا حقيقيا ومجلسا نيابيا يمثل كل الأردنيين، مما يعزز نتائج الحوار الوطني والإصلاح السياسي ويرسخ قيم العدالة والشفافية والنزاهة.
ويختم العاهل الهاشمي رسالة الحسم للرئيس البخيت بالعبارات التالية:
* إننا أبناء دولة ندافع عن تقدمها وسيادتها وصورتها الديمقراطية، وهي ليست جديدة على الإصلاح والمعارضة، لكنها دولة التوافق والتراضي بين أهلها في سائر شؤونهم، وإن لنا من نظامنا السياسي الديموقراطي الدستوري جدارا نستند إليه، ولنا إرث عظيم في الحرية والعدل، والمستقبل الواعد، ويوحدنا حول هذا كله حب للوطن.
* إنني لن ألتمس بعد اليوم عذرا للتأخير في دورة الحياة في عروق الإصلاح السياسي والاقتصادي، وأن المطلوب، يا دولة الأخ، أن لا تقبل من مقصر أن يبدي حججا واهية لخلل أصاب عملا في إطار مسؤولياته، خاصة في مجالات التعليم والصحة وسائر المسؤوليات الرقابية والإدارية، كما أنه ليس من المقبول أن تظل البيروقراطية حجر عثرة في سبيل إنجاز متطلبات الناس وحاجاتهم، ونحن بلد متقدم في العلم والتكنولوجيا.
* إنني إذ أوجه هذه الرسالة، وأخص بها القضايا الأساسية التي تواجه مسيرتنا، فإنما استنهض المروءة والإرادة في كل أردني، للمحافظة على دولته ودستوره وإنجازه، واستنهض الذين يؤمنون بالإصلاح أن يدخلوا في غمار الانجاز موحدين حتى لا يضيع عليهم المترددون الانطلاق نحو المستقبل الأفضل.
معتصمو ميدان جمال عبدالناصر
وفي تفاصيل الحدث على ساحة المطالبين بالاصلاح، كان عشرات المعتصمين في ميدان جمال عبدالناصر "دوار الداخلية"، في وسط العاصمة الأردنية عمان، تعرضوا إلى رشق بالحجارة من قبل مجهولين، مما أدى لسقوط 35 جريحا على الأقل من "شباب 24 آذار"، قبل هجوم قوات الدرك الجمعة لتفكيك الاعتصام.
ويشار الى ان حراك الشباب الأردني جاء بعد ثلاثة ايام من رسالة وجهها العاهل الهاشمي إلى رئيس حكومته معروف البخيت، شدد فيها على ضرورة الإصلاح السياسي والإسراع فيه، إضافة إلى دعوته إلى "اجتثاث الفساد." والعمل على وضع قانون انتخابات عصري شفاف وديموقراطي يفرز مجلس نواب نزيه يمثل جميع فئات الأردنيين.
وعلى وقع تلك الاحتجاجات، حملت الرسالة الملكية أيضا توجيها صريحا مباشرا غير مسبوق للحكومة وجميع المؤسسات في البلاد، حيث قال العاهل الهاشمي فيها :" أوجه الحكومة وجميع المؤسسات المعنية أن تتوقف عن ما يشكو منه أبناؤنا في الجامعات من تدخلات في شؤونهم واتحاداتهم الطلابية وتفكيرهم السياسي."
بيان الحركتين
وأصدرت حركت حركتا شباب من اجل التغيير وجايين في كل محافظات المملكة على المباديء التي على اساسها دعت الى الاعتصام السلمي المفتوح في ميدان جمال عبد الناصر ( دوار الداخلية ) بالاشتراك مع قوى شبابية اخرى تحت عنوان 24 اذار وضمن ما يلي
*دستور يضمن تحديد الصلاحيات وتشكيل الحكومات برلمانياً وإنشاء محكمة دستورية .
قانون انتخاب ديمقراطي على اساس القائمة النسبية ضمن توافق وطني وباشراف قضائي .
* محاسبة كبار الفاسدين وتجميد أرصدتهم وعرضهم على القضاء ، واسترداد أموالنا من حساباتهم، بمن فيهم كافة الشخصيات والمسؤولين .
*إعادة كافة أراضي الدولة وتسجيلها باسم الدولة الأردنية .
*تخفيض أسعار السلع الأساسية للمواطنين ومراجعة سلم رواتب موظفي الدولة .
*تطبيق ضريبة الدخل التصاعدية والغاء ضريبة المبيعات .
*مراجعة أوضاع كافة الشركات التي تدير الثروات الوطنية الكبرى .
*تأييد الحركات المطلبية الشعبية للعمال والموظفين ، وعلى رأسها حراك المعلمين لأجل نقابتهم .
ودعت الحركتان كل ابناء الوطن في كافة المحافظات والقرى والارياف والبوادي والمخيمات الى التوافد على ميدان جمال عبد الناصر للمشاركة في الاعتصام السلمي المفتوح، مشددة على الثبات في الميدان في مواجهة البلطجة التي تقع تحت سمع وبصر كافة الأجهزة الأمنية.
حركة 24 آذار
وكان المئات من الشباب والناشطين الأردنيين قد استجابوا لدعوة أطلقت عبر شبكة الانترنت للمرة الأولى، للانضمام إلى حراك جديد تحت مسمى " 24 آذار"، واتخذوا من ميدان جمال عبد الناصر أو ما يعرف بدوار الداخلية وسط العاصمة عمان، مقراً دائماً لاعتصامهم "المفتوح" حتى تحقيق مطالبهم.
ولوحظ انه بخلاف الاحتجاجات السابقة لقوى المعارضة التي حولت منطقة وسط البلد "منطقة المسجد الحسيني" إلى ما هو أشبه بميدان التحرير بالقاهرة، سجلت قوى شبابية ذات توجهات إسلامية ويسارية وقومية غير منضوية تحت مظلة أحزاب سياسية أو حركات معروفة، اعتصاماً مفتوحاً، هو الأول من نوعه على مستوى الاحتجاجات التي تشهدها الأردن.
هتفوا للوطن
كما لوحظ انه رغم من اختلاف انتماءات الشباب وافكارهم وتوجهاتهم السياسية والحزبية و قدومهم من محافظات مختلفة الا انهم هتفوا "للوطن الأردني على قلب رجل واحد" ونادوا بذات الاهداف والشعارات مقدمين حبهم للوطن على الاشياء كلها ...صرخات وهتافات تخرج من القلب لتخاطب وجدان الحضور والمارة .."بالروح بالدم نفديك يا اردن " ..." الشعب اصدر قرار لا لتبعية الدولار " ...
كما كان التركيز في الاعتصام على محاور الاصلاح المختلفة حيث تم تضمينها في هتافات المعتصمون الذين تجاوز عددها ٣٥٠٠ شاب وشابة وقفوا جنبا الى جنب مع شباب حملة "جايين" و نشطاء سياسيين وحزبيين ونقابيين واعلاميين حملوا ذات الهاجس وذات الشعار فاختلطت الاصوات واستحالت الى معزوفة وطنية اصلاحية بامتياز .
واعلن المعتصمون انهم لن يغادروا ميدان جمال عبدالناصر قبل ان تنفذ مطالبهم وشكلوا لجان صحية واعلامية وتنظيمية لرعاية شؤون كافة المعتصمين.
وأكد عضو "شباب 24 آذار"، الناشط محمد أبو الحاج، وقوع عشرة مصابين نتيجة رمي حجارة من مجهولين، فيما ناشدت الحملة، عبر موقعها على "الفيسبوك"، وسائل الإعلام والجهات الرسمية التدخل لإسعاف المصابين ونقلهم إلى المراكز الطبية القريبة.
وحسب شهود عيان الشباب تعرضوا لرمي حجارة من "مجموعة مجهولة"، كانت متواجدة في محيط ميدان الداخلية، فيما لم تسمح قوات الأمن الأردنية بإخراج المصابين من المكان، وأفاد الشهود بأن مجهولين قاموا بقطع الكهرباء عن "خيمة الاعتصام"، مما تسبب بحدوث حالة إرباك في المكان.
من جهته، نفى الناطق الرسمي باسم مديرية الأمن العام، المقدم محمد الخطيب، وقوع أية احتكاكات بين المعتصمين وشباب مجهولين، مشيراً إلى أن ثلاثة أفراد من قوات الأمن العام أصيبوا بحجارة رماها المعتصمون عليهم خلال الاعتصام، وأكد في تصريحاته لـCNN بالعربية أن "الهدوء يسود المكان."
وحول وقوع إصابات بين المعتصمين، جدد الخطيب نفيه بالقول: "لا توجد إصابات، بل هناك من يتظاهر بوقوع إصابات، وها أنا متواجد قرب الموقع، وأراقب الأوضاع عن كثب."
ووسط تواجد كثيف لقوات الأمن والدرك في الموقع، وتردد أنباء عن اعتزام قوات الأمن فض الاعتصام بالقوة، نفى الخطيب ذلك، بالقول إنه "لا توجد أية أوامر بالتعامل بالقوة، والمعتصمون يغنون في الميدان، من دون أي تدخل."
تنديد بـ "القبضة الأمنية"
ووسط هتافات ساخنة تندد بقبضة الأجهزة الأمنية على مؤسسات الدولة، أعلنت الحركة الشبابية الجديدة مطالبها، وعلى رأسها "إصلاح النظام"، و"دعوة لتبني الملكية الدستورية"، إضافة إلى محاسبة من وصفوا "برؤوس الفساد" في البلاد.
ونص بيان الحركة، على الدعوة إلى "تشكيل محكمة دستورية، وتبني الملكية الدستورية، وتقليص صلاحيات الملك بما يعيد للشعب سلطاته، على أن يكون الملك رأس الدولة، هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ورأس السلطات الثلاث، ضمن أحكام دستورية محددة."
حل البرلمان
وجاء ضمن المطالبات الأخرى، حل البرلمان الأردني وتشكيل حكومة منتخبة، ورفع قبضة الأمن عن الحياة العامة في البلاد.
وتصاعدت مؤخرا وتيرة الاحتجاجات الصادرة عن القطاعات والقوى الطلابية والشبابية ضد ملاحقات الأجهزة الأمنية، وتقييد العمل الطلابي والسياسي من خلال "الرقابة المستمرة"، والتدخل بالعمل الطلابي في الجامعات على وجه الخصوص.
وعلى ضوء التصريحات الملكية، نددت القوى المشاركة في الاعتصام بسيطرة الأجهزة الأمنية على "حياة الشباب الأردنيين" داعين، في هتافات تطلق للمرة الأولى إلى "إسقاط" مدير دائرة المخابرات العامة " اللواء محمد الرقاد، بالقول :"اسمع اسمع يارقاد .... الشعب مل من الاستبداد" و"ارحل ارحل يا رقاد بكفي ظلم واستبداد."
وحسب تقديرات غير رسمية بلغ عدد المشاركين في الاعتصام نحو ألفين من القوى الشبابية والطلابية، وسط تواجد امني كثيف.
وكان ممثلون عن شباب ٢٤ اذار طالبوا رجال الامن المتواجدين في ميدان جمال عبدالناصر "دوار الداخلية " التدخل لحمايتهم من مجموعة اخرى من الشباب عددهم محدود يحاولون اثارة المعتصمين واستفزازهم على نحو قد يتسبب باثارة مشاحنات في اعتصام اراده منظموه سلميا بعيدا عن كل اشكال العنف والبلطجة كما اكده احد اعضاء اللجنة المنظمة ل .
وقام عدد من وجهاء العشائر الاردنية وبعد ان اعلن بعضهم عن تبرعات لتقديم الخدمات اللوجستية للمعتصمين بتقديم الطعام والمرطبات والماء للحضور الذين يستمرون بالتوافد الى ميدان جمال عبدالناصر
ويرى مراقبون سياسيون أن عجلة الإصلاح في البلاد ما تزال تراوح مكانها، رغم اتخاذ الحكومة الأردنية خطوات باتجاه الإصلاح، كان آخرها قرار صدور قرار من المحكمة العليا الأردنية لتفسير الدستور، الخميس، بجواز صدور قانون لنقابة معلمين.
وانضم إلى الحراك عدد من الشخصيات الوطنية والقوى السياسية من بينهم، أعضاء من لجنة الحوار الوطني، وحركة 15 نيسان ولجان معلمين، إضافة إلى ممثلين عن القوى السياسية المعروفة بتجمع شخصيات بيان 36 المعارض.
وقال خالد الشوبكي، أحد أعضاء مبادرة بيان 36 المطالبة بإصلاحات دستورية ، في تصريحات لموقع CNN بالعربية :" نريد مؤسسات وطنية خالية من التدخلات الأمنية.. نحن جئنا هنا لتأييد شباب 24 آذار، وستبقى معهم."
وأضاف الشوبكي، الذي حضر من خارج العاصمة للانضمام إلى المحتجين :" نريد أيضا محاسبة الفاسدين من المسؤولين السابقين، وعلى رأسهم رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله ."
وانضم إلى الحراك قوى حزبية معارضة وعدد من ممثلي العشائر الأردنية، حيث تبرع أحد وجهائها خلال الاعتصام المفتوح بمبلغ مالي لمساندة الاعتصام واستمراره.
من جهته، قال الدكتور بشار الرواشدة، احد أصحاب بيان 36 المعارض :" إن الشخصيات الموقعة على بيان 36 أصبحوا أكثر من 300 ... والإصلاح اليوم أصبح بيد صاحب القرار في الدولة.. ونحن نريد محاربة الفاسدين من الحاشية المحيطة برأس الدولة، ومحاسبة أيضا رؤساء الحكومات."
وتتدارس الحركة الإسلامية الانضمام إلى شباب 24 آذار خلال أيام، في حال استمرار الاعتصام المفتوح، وتبني مطالبه ،بحسب مصادر من داخل الحركة .
وقالت المصادر إن الحركة بصدد الانتظار أيام قليلة لدراسة وضع الاعتصام وإعلان الانضمام إليه بقرار مؤسسي.
بيد أن شباب من المشاركين في الاعتصام ، يرفضون تأطير حركة 24 آذار تحت مظلة أي قوى سياسية أو حزبية أو ضمن ايدولوجيا محددة.
رفض المشاركة بحراك حزبي
وقال طالب جامعي رفض الكشف عن اسمه، رسم على وجهه "24 آذار" في تصريحه إنه يرفض المشاركة في أي حراك احتجاجي حزبي أو "مؤدلج"، مضيفا:" لقد توافقنا جميعا من خلال إطلاق المبادرة على الانترنت بعدم الكشف عن هوياتنا أو خلفياتنا للإبقاء على ميزة الحراك الشبابي الشعبي."
وشدد منظمو الاعتصام على استمرار حراكهم، الذي غابت عنه القطاعات النسائية، حتى تحقيق المطالب، والتأكيد على أن الأردن ليس للأغنياء، ورافضين "سيطرة حلف الطبقة الغنية على مؤسسات البلاد."
شعارات
ومن بين ما رفعه الشباب الاردني من شعارات :
"الشعب يريد تعديل الدستور "
" الشعب يريد اسقاط النواب "
"الشعب اصدر قرار لا لتبعية الدولار "
"24 آذار ... إحنا راح نصنع قرار "
"الشعب يريد إصلاح الدستور "
"حرية ...حرية ... حرية "
"باطل باطل ...قانون الانتخاب باطل "
"بالروح بالدم نفديك يا اردن "
"اقعد هون ...اقعد هون ....البركة بتيجي من هون "