بورتريه: فايز بديوي .. نجم الرمثا من الجيل الذهبي

فايز بديوي، نجم رمثاوي كتب سطور نجوميته بخط بديع، دشن مشواراً هو الأجمل، مشوار مليء بالذكريات الحلوة، حيث صناعة الأهداف وتسجيلها، وحيث الرعب الذي كان يدبّه في قلوب المدافعين وحراس المرمى، معولاً بذلك على مهاراته الفردية التي لم يكن لها شبيه.   فايز بديوي، أغنية أطربت جماهير الكرة الأردنية بفنونها الكروية في عقدي الثمانينات والتشعينيات، وساهم هذا النجم مع منتخب الأردن وفريقه الرمثا في صناعة العديد من الإنتصارات والإنجازات، وامتلك الموهبة والمهارة والحرفنة في المراوغة والتمرير، فكان الخطير.   وحينما تتلفط اسم فايز بديوي، فإن خيالك يذهب مباشرة إلى نادي الرمثا هذا الصرح الشامخ المجبول بتعب أبنائه الموهوبين، فأهلها يعشقون كرة القدم كم العشق في البرازيل أو أيطاليا.   ولم يستهلك فايز بديوي وقتاً طويلاً ليثبت جدارته بالإلتحاق بصفوف منتخب الأردن فموهبته كانت جديرة بالتقدير والإعجاب، كان مزعجاً للمدافعين وحراس المرمى، وقدمه اليسرى لم تكن تخطىء شباك الخصوم، فكان الصانع واللاسع.   هو أحد اللاعبين الخالدين في تاريخ كرة القدم الأردنية حيث يستعرض بورتريه اليوم تاريخ ومسيرة هذا اللاعب وسيرته الملؤة بالنجومية والشهرة ، انه باختصار لاعب موهوب من الرأس حتى أخمص القدمين.   تزين قميصه بالرقم 10 وبعصبة تلف رأسه، وما أن يستلم الكرة حتى تبدأ القلوب بالخفقان، فهو المرعب والقادر على فعل كل شيء بإبداع لحظي جميل، من نصف فرصة يصوغ مشهد الخطورة، ومن نصف فرصة يمزّق الشباك، ولهذا كان هذا (الأشول) حكاية لها نكتها الخاصة في نادي الرمثا ولدى جماهيره العريضة، وكان تعويذة النصر في مواقف عديدة.   نحو 18 عاماً قضاها الغزال الرمثاوي في ملاعب كرة القدم الأردنية، ولو أنه واكب عصر الإحتراف لوجدناه يتنقل بين الأندية العربية موسم بعد موسم، لكن موهبته كانت تشع في سنوات الطفرة، ومع ذلك أبدع وأمتع.   ويعتبر فايز بديوي من الذين ظلموا وبخاصة بعدما أعلن اعتزاله كرة القدم، حيث اجتهد في الدخول بالمجال التدريبي أكثر من مرة لكنه كان دائماً يجد الصعوبات والتحديات.   ولمن لا يعرف الكثير عن هذا النجم فهو هداف للدوري الأردني لمرتين في أواخر عقد الثمانيات وشارك الرمثا فرحته بالفوز بأول لقبين للدوري الأردني عامي 1981-1982، وهما بالمناسبة آخر عامان أيضاً توج بهما الرمثا بهذين اللقبن، حيث ما تزال المحاولات متواصلة لإستعادة اللقب بعد غياب دام لأكثر من 30 عاماً.   وعاصر فايز البديوي الجيل الذهبي لفريق الرمثا ولكرة القدم الأردنية من أمثال خالد الزعبي وناجح ذيابات ووليد الزعبي وخالد العقوري والشقيقان الشناينة أحمد وحسين وسليم ذيابات وزيد الشرع وراتب الداوود ومحمد الخزعلي وبلال اللحام وهاني الحمزة وموفق أبو هضيب، وخالد عوض وابراهيم سعدية وناصر غندوس ونارت يدج وغيرهم.   ورغم أن فايز بديوي شارك الرمثا فرحته بالفوز بلقبي الدوري وكأس السوبر وكأس الأردن ودرع الإتحاد إلا أن مشاركته للرمثا في الظفر بالمركز الثالث ببطولة آسيا للاندية أبطال الكأس عام 1991 ربما كانت اللحظات الأجمل بمسيرة هذا المرعب.   وبديوي، اجتهد في فتح أكاديمية تحمل اسمه لتعليم كرة القدم مثلما اتجه بعد ذلك للفروسية التي عشقها حيث ترأس أحد الأندية، ورغم كل ذلك إلا أن عشقه لكرة القدم ما يزال راسخاً بقلبه وعقله.   فايز بديوي، أغنية طرب لن تنساها جماهير الكرة الأردنية، وستبقى ذكراه عالقة في الأذهان، وقد تعجز مدينة الرمثا عن جلب شبيهاً له رغم المواهب التي تتدفق دائماً من هذه المدينة الجميلة التي تعشق كرة القدم حتى النخاع.