جفرا نيوز- محرر الشؤون المحلية
عطوفتك ... نعلم علم اليقين أنكم ستنجحون في جهاز الامن العام في طي ملف وفاة الشاب عبدالله عصام الزعبي بعد تعرضه للتعذيب الشديد في مركز أمن إربد الشمالي وفق ما يدعي ذويه. ونعلم أن الجاني سيفلت من العقاب كما أفلت العشرات من قبله بعد أن أمعنوا في انتهاك حياة وكرامة وحرية مئات المواطنين و التي وثقتها تقارير محلية ودولية عديدة. ونعلم أن جهاز الامن العام كمؤسسة وطنية، تؤدي واجبا عظيما وترفع حملا ثقيلا يتوجب أن يبقى نقيا ساطعا يتحلى بثقة الاردنيين ويحظى باحترامهم. ونثق أن ممارسات البعض لا تروق للأكثرية في هذا الجهاز وتزعج قادته، لكن هل يكفي هذا الانزعاج لتبرئتكم من الدم المراق. عطوفتك...  "لا يزال المرء في سعة من دينه، ما لم يصب دما حرام"، وإصابة الدم لا تكون بالقتل المباشر فقط فمن يتستر على الجاني ويقديم المبررات الواهية التي تستخف بعقول المواطنين شريكٌ في الدم. لن يضير جهاز الأمن العام أن يعترف بأخطاء منتسبيه عند وقوعها، بل سيكبر في عين الوطن والمواطنين وسيمنحهم الثقة بأن الخطأ لا يمر مرور الكرام وسيردع ذلك من تسول لهم أنفسهم الضعيفة الاستهانة بكرامة وحياة الناس. عطوفتك... من توفي أمس إنسان من لحم ودم، له أب وأم كما انت لأبنائك، قد يكون ارتكب جنحة أو جرما يستحق المحاسبة عليه، لكن جرمه بالتأكيد أقل فداحة من جرم من تسببوا بوفاته، لذلك فأنت مطالب بتحقيق جاد وسريع لبيان الحقيقة للناس وتقديم الجناة الى العدالة.  قف أمام مسؤوليتك الوطنية فحماية البلاد تقوم على العدل قبل كل شيء، ضع الحق نصب عينيك فالحق أحق أن يتبع قبل أن تواجه خالقا عادلا لا يظلم عنده أحد ويعلم السر وما يخفى. عطوفتك .... تذكر قوله تعالى "و قفوهم إنهم مسئولون"