في ذكرى استشهاد الشريف علي بن زيد .. الهاشميون مدرسة في الشهادة والتضحية
كتب : انس صويلح
يعي الأردنيون تماما انهم مستهدفون من الارهاب والمتربصين منذ ان نشأت الدولة الاردنية الهاشمية واعلنت ان جيشها جيش عربي لن يختزل فقط في الدفاع عن تراب واهل وطنه وانما نذر نفسه للدفاع عن العرب والملسمين كل العرب والمسلمين اينما كانوا فهي رسالته التي كرستها قيادته الهاشمية التي لم تتوان يوما في الدفاع عن قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى وهي بالنسبة للاردن مصلحة وطنية عليا.
اليوم يُحيي الأردنيون الذكرى الخامسة لشهيد واجب آخر من سلالة الدوحة الهاشمية المغفور له النقيب الشريف علي بن زيد آل عون -رحمه الله-، الذي قضى شهيدا في سبيل الوطن وأداء الواجب الإنساني في افغانستان وهو الدور الذي تقوم به القوات المسلحة الأردنية في مختلف بقاع العالم.
ولم تقتصر الشهادة التي قدمها الاردنيون طوال هذه الفترة على فئة دون اخرى، فكلنا كإردنيين قيادة وشعبا قدَّمنا الشهداء وكان اولنا الهاشميون الذين قدموا العديد من صور الشهادة والتي كان في مقدمتها جلالة المغفور له الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين الذي لاقى وجه ربه شهيداً على عتبات المسجد الأقصى المبارك وهو يهم بأداء صلاة الجمعة في العشرين من شهر تموز العام 1951م ولم تقف عند الشهيد البطل النقيب الشريف علي بن زيد آل عون رحمه الله.
وكان الشهيد الشريف علي بن زيد انضم باستشهاده إلى سجل التضحيات الكبيرة التي قدمها الهاشميون على مدار التاريخ خدمة للوطن والأمتين العربية والإسلامية وقضاياهما العادلة مسطرين بذلك أروع صور التفاني في القيام بالواجب والدفاع عن صورة الإسلام السمحة وقيمه النبيلة في وجه قوى التطرف والإرهاب.
لا يخفى على أحد أن الشهيد الشريف علي بن زيد هو أحد الشهداء الأردنيين الذين قضوا في ميادين الشرف والرجولة والدفاع عن الوطن والمساهمة بحفظ السلام العالمي ومساعدة المدنيين المتضررين في مناطق الأزمات في مختلف دول العالم.
ويأتي استذكار الاردنيين لهذه الحادثة الأليمة على قلب كل اردني تزامنا مع أسرة الطيار المقاتل «معاذ الكساسبة» الذي وقع رهينة بيد تنظيم «داعش» الارهابي» الذي كان يؤدي شرف واجبه في مهمة عسكرية حماية لثرى الاردن الغالي والأمة العربية والاسلامية لنؤكد للعالم بأسره اننا دولة عقائدية تدافع عن الاسلام والعروبة مهما كان الثمن غاليا وهو ما اكدته الفعاليات الشعبية والرسمية مرارا بأننا كأفراد مجتمع يشكل اسرة اردنية واحدة نقف الى جانب قيادتنا الهاشمية وقواتنا المسلحة بكافة تشكيلاتها في واجبها تجاه حماية الوطن من كل المتربصين الذين لا يريدون له الخير وانما ينتظرون لحظة ضعف منه لينقضوا عليه ويعيثوا فيه فسادا.
إن قواتنا المسلحة الأردنية- الجيش العربي، ومنذ أن حملت هذا الاسم وازدانت هامات فرسانه بشعار الجيش العربي وهو يحمل رسالة قومية إنسانية ونهجا عربيا هاشميا، فقواته الأولى تشكلت من جيش الثورة العربية الكبرى التي جاءت وقامت من أجل الوحدة العربية والحرية والاستقلال، ودفع الظلم عن المظلومين وإشاعة مبادئ الإنسانية والجندية ونواميسها بين الناس.
ولا يخفى على أحد أن هذا الجيش وقيادته الهاشمية وعلى مدى مراحل التاريخ حمل هموم الأمة وتسنم ذرى المجد في الدفاع عن قضاياها وبذل الدماء والأرواح على ثراها وقدم وما يزال امكاناته وخبراته لكل الأشقاء في الوطن العربي وامتدت هذه الرسالة التي حملها مع قيادته الهاشمية الحكيمة ليرفع الظلم عن المظلومين والمحرومين والمشردين في بقاع شتى من العالم وجسد بخلقه وإنسانيته معاني الشرف العسكري ونواميسها التي انبثقت من روح رسالة الإسلام السمحة ديناً وخلقاً ومنهج حياة. ان جيشنا العربي يختلف عن كل جيوش فهو الجيش الوحيد الذي يحمل اسم الجيش العربي وهو جيش وطني وعربي وليس جيش طائفة أو نظام وهو جيش لكل العرب والأردنيين وهو ما يجعلنا اليوم في هذا الظرف بالتحديد نستذكر شهداءنا الابرار. ان سر شهادة الهاشميين هو سر الاسلام مصنع الشهداء، حيث كانوا أساتذة الجيش العربي ومعلميه لتلك المعاني الكبيرة والعظيمة لأنهم من عترة المصطفى-صلى الله عليه وسلم- فقد أسسوا حالة فريدة في التاريخ حين جعلوا الجيش العربي مدرسة في الشهادة والتضحية والفداء تلقي بظلالها على المعمورة بأن لها جيشا عربيا مصطفويا سيواصل حربه وتضحياته للخلاص من الإرهاب وأعوانه مهما كثرت التحديات واشتدت الخطوب.
الدستور