بدأ الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في توجيه الدعوات لعدد من نجوم الكرة العربية الذين تألقوا خلال مشاركاتهم السابقة مع أنديتهم في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، للمشاركة في حفل سحب قرعة دور المجموعات في بطولة دوري أبطال آسيا 2، التي ستقام في العاصمة الماليزية كوالالمبور يوم 15 آب (أغسطس) المقبل.
ويشارك في منافسات البطولة، وللمرة الثانية على التوالي، فريقا الحسين إربد بطل دوري المحترفين للموسم الماضي، والوحدات بطل كأس الأردن.
وتعد البطولة الأوسع من حيث عدد الأندية، إذ تضم 29 فريقا تأهلت مباشرة إلى دور المجموعات، بواقع 14 من الغرب و15 من الشرق، إضافة إلى 6 أندية تشارك في المرحلة التمهيدية، فيما يبدأ دور المجموعات في 16 أيلول (سبتمبر) المقبل.
وسيتم توزيع الأندية الـ32 بالتساوي على 8 مجموعات، ويتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى الدور ثمن النهائي، الذي يقام من مباراتي ذهاب وإياب، حيث سيتم تحديد المواجهات من خلال قرعة الأدوار الإقصائية التي ستحدد منافسات ربع النهائي والمربع الذهبي والمباراة النهائية.
وينتظر أن يواجه فريقا الحسين إربد والوحدات مرحلة صعبة خلال الأسابيع المقبلة، بسبب ضغط المباريات وتقليص فترات الراحة بين دوري أبطال آسيا 2 والاستحقاقات المحلية، في ظل أجندة مزدحمة لا تمنح أي مساحة لالتقاط الأنفاس، إضافة إلى مشاركة منتخب النشامى في بطولة كأس العرب التي ستقام في العاصمة القطرية الدوحة أواخر العام الحالي، وتقام خارج التوقف الدولي.
مع اقتراب انطلاق موسم جديد حافل بالتحديات يوم الحادي والعشرين من الشهر المقبل، بإقامة مباراة ذهاب كأس السوبر بين الحسين إربد والوحدات، تزداد أهمية التخطيط الفني والإداري المدروس من قبل الناديين استعدادا للمشاركة في البطولتين الآسيوية والمحلية، في وقت لا يمنح فيه ضغط المباريات وازدحام الروزنامة أي هامش للارتجال أو الاجتهادات الفردية، خصوصا أن دائرة المسابقات ستعمل على تقليص فترات الراحة للفريقين بين المباريات المحلية والآسيوية.
الموسم المقبل سيكون استثنائيا للفريقين، إذ سيتعين على ممثلي الكرة الأردنية خوض مواجهات في الدوري والكأس، إلى جانب مشوار طويل وشاق في البطولة الآسيوية، ما يعني أن هامش الخطأ سيكون ضيقا جدا أمام الجهازين الفنيين، ويتطلب التركيز، حيث إن أي خلل في الإعداد أو التوزيع الفني والبدني قد يكلف غاليا على أكثر من صعيد، ويتطلب من الأجهزة الفنية استعدادا خاصا يتجاوز حدود الأداء المحلي، نظرا لتنوع الفرق المشاركة في البطولة الآسيوية، إضافة إلى السفر والتنقل والمسافات الطويلة.
الضغط المتواصل لا يمنح الأجهزة الفنية الفرصة الكافية لتنفيذ خطط الإعداد المثالية أو منح اللاعبين فترات استشفاء مناسبة، خصوصا أن كل مباراة تشكل محطة مهمة في طريق المنافسة سواء على الصعيد المحلي أو القاري.
وفي ظل هذه التحديات، فإن التخطيط المسبق، والانضباط في العمل، وحسن توزيع الجهد، تعد من المفاتيح الأساسية التي ستحدد مصير الفرق الأردنية هذا الموسم؛ فالمنافسات لن تكون سهلة، والخصوم لن يتساهلوا، ما يجعل الاستعداد الذهني والبدني والتكتيكي ضرورة لا رفاهية.
الرهان الآن على مدى قدرة الأصفر والأخضر على تنفيذ برامجهما بكفاءة، والابتعاد عن القرارات الانفعالية، وبناء منظومة متكاملة تملك أدوات المنافسة الحقيقية على كافة الجبهات، بما يعكس صورة مشرقة لكرة القدم الأردنية ويعيد حضورها القوي على الساحة القارية.
الجماهير من جانبها تعقد آمالا كبيرة على فرقها للمنافسة بقوة آسيويا وترك بصمة مشرفة باسم الكرة الأردنية، وهو ما يضع ضغوطا مضاعفة على الأجهزة الفنية والإدارية من أجل العمل بتركيز واحترافية عالية منذ اليوم الأول.