جفرا نيوز -
بقلم إسماعيل الشريف
«تريد الولايات المتحدة أن تسمح إسرائيل بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية، وأن تتوقف عن قصف المدنيين، وألا تغزو رفح. وقد تجاهل نتنياهو كل ذلك، فلماذا لا نزال نرسل له أموال دافعي الضرائب والأسلحة ونتوقع منه شيئًا مختلفًا؟!» السيناتور الأمريكي بيرنيساندرز.
أصبح الشغل الشاغل لوسائل الإعلام الغربية هو تقديم ملخص للحالة النفسية للرئيس بايدن، فهو حزين على الضحايا المدنيين وعمال الإغاثة في غزة، وهو مصاب بالإحباط من الصهاينة، وهو غاضب من تصرفات نتنياهو، ومن أن إسرائيل لا تبذل الجهود الكافية للحد من سقوط ضحايا من المدنيين، وهو يحذر من الوضع الإنساني في غزة؛ فيقوم ببناء ميناء بحري لإدخال المساعدات!
بل ويوعز بايدن أيضًا لمندوبته في مجلس الأمن بعدم استخدام الفيتو في قرار مجلس الأمن الذي يطالب بإيقاف الحرب، ولا يمانع من قيام منظمات الأمم المتحدة -الصورية- بمعاقبة المحتل، أواتخاذ حلفائه إجراءات ضد الكيان، ويحذر من حرب إقليمية لا يريدها ويتجنبها حقنًا لدمائنا.
ولكنه على الجانب الآخر يضغط ليبيع للكيان الصهيوني 50 مقاتلة حربية حتى تقوم بعمليات مشابهة لقصف الملحقية العسكرية الإيرانية في سوريا، التي قد تؤدي إلى اشتعال حرب إقليمية لا تبقي ولا تذر، هو نفسه يحذر منها، كما يرسل حزمة جديدة من القنابل التي تزن 200 رطل، هي نفسها حصدت أرواح أكثر من خمسة عشر ألف طفلٍ فلسطيني-منها استشهاد 126 مدنياً في يوم واحد أكثر من نصفهم من الأطفال بتاريخ 13 أكتوبر الماضي-ولكنه يبرر ذلك بأن هذه الأسلحة حتى تدافع الدولة المارقة عن نفسها، وهو نفسه الذي يذرف الدموع على أطفال غزة بعد أن تجاوز الكونجرس عدة مرات وأرسل أسلحة للكيان بعشرة مليارات دولار، ويطلب مساعدة أخرى عاجلة بأربعة مليارات دولار.
ولا يلتفت الرئيس العاطفي لتقارير كثيرة تصف حجم الأضرار في غزة، واستشهاد مدنيين قد يصل عددهم -بعد أن تصمت أصوات المدافع-لأكثر من مئة ألف شهيد، فتقرير صادر عن البنك الدولي يقدر الأضرار في غزة بحوالي 18.5 مليار دولار، وهي تعادل الناتج المحلي في عام 2022 للضفة الغربية وغزة مجتمعتين.
وعلى الرغم من أن جيش الاحتلال قتل عمال الإغاثة الأجانب، إلا أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يصرح بأنه لغاية الآن لم يتم العثور على أدلة تفيد بأن الصهاينة قد انتهكوا القانون الدولي، ووزير دفاعه يصرح بعدم وجود أدلة على أن الصهاينة قد ارتكبوا إبادة جماعية في غزة، وهذا يتطابق مع جميع تصريحات بايدن نفسه.
النتن ياهو لا يكترث أبدًا لعواطف بايدن، فهو يعلم بأن عواطفه هذه غير حقيقية، فهي يسعى للحصول على أصوات العرب والمسلمين في الانتخابات القادمة، ومجاملة لحلفائه العرب، وأن من أهم مهام أي رئيس أمريكي بيع السلاح، فما بالك إذا كانت الصفقة بهذا المبلغ الكبير الذي سيرضي اللوبيات الصهيونية في الولايات المتحدة أو المجمع العسكري الذين يقومون بتمويل حملته الانتخابية.
وبالطبع لا ننسى أن وسائل الإعلام الكبرى هي إحدى أذرع الإمبريالية التي تحقق مصالحها، وبتركيزها على عواطف الرئيس فهي تعمل على تحسين صورة الولايات المتحدة ورئيسها.
يستطيع بايدن إيقاف الحرب في لحظة؛ حيث إن 70% من أسلحة الصهاينة تأتي من الولايات المتحدة، فما عليه إلا وقف تصدير السلاح للصهاينة، استنادًا إلى قانون المساعدات الصادر عام1961،والذي يمنع تقديم مساعدات لجهات أجنبية ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
لا تعنيني أبدًا عواطف بايدن ولا أريد أن أسمع عنها، وأي حديث عن مشاعره كلام لا قيمة له، بل هو استخفاف بذكائنا، وإهانة لعقولنا.
سيدي الرئيس، لو كنت صادقًا في عواطفك فعليك وقف هذه المجزرة فورًا!